• Privacy & Policy
Monday, June 16, 2025
Sunna Files Website
  • Login
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language
No Result
View All Result
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language
No Result
View All Result
Sunna Files Website
No Result
View All Result
Arabic WhatsApp Group Arabic WhatsApp Group Arabic WhatsApp Group
ADVERTISEMENT

كتاب الجملِ

March 2, 2021
in مصنف ابن أبي شيبة
Reading Time: 7 mins read
A A
0
8
VIEWS
Share on FacebookShare on Whatsapp

1- فِي مسِيرِ عائِشة وعلِيٍّ وطلحة والزّبيرِ رَضِيَ الله عَنْهُم‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏

38912- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْعَلاَءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ حَاصَرْنَا تَوَّجَ‏,‏ وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ‏:‏ مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا أَنِ افْتَتَحْنَاهَا، قَالَ‏:‏ وَعَلَيَّ قَمِيصٌ خَلَقٌ انْطَلَقْتُ إِلَى قَتِيلٍ مِنَ الْقَتْلَى الَّذِينَ قَتَلْنَا مِنَ الْعَجَمِ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذْتُ قَمِيصِ بَعْضِ أُولَئِكَ الْقَتْلَى، قَالَ‏:‏ وَعَلَيْهِ الدِّمَاءُ، فَغَسَلْته بَيْنَ أَحْجَارٍ، وَدَلَّكْته حَتَّى أَنْقَيْته‏,‏ وَلَبِسْته وَدَخَلْتُ الْقَرْيَةَ، فَأَخَذْت إبْرَةً وَخُيُوطًا، فَخِطْت قَمِيصِي، فَقَامَ مُجَاشِعٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَغُلُّوا شَيْئًا، مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَوْ كَانَ مِخْيَطًا‏.‏

فَانْطَلَقْت إِلَى ذَلِكَ الْقَمِيصِ فَنَزَعْته وَانْطَلَقْت إِلَى قَمِيصِي فَجَعَلْتُ أَفْتُقُهُ حَتَّى وَاللهِ يَا بُنَيَّ جَعَلْت أُخَرِّقُ قَمِيصِي تَوَقِّيًا عَلَى الْخَيْطِ أَنْ يَنْقَطِعَ فَانْطَلَقْت بِالْخُيُوطِ وَالإِبْرَةُ وَالْقَمِيصُ الَّذِي كُنْت أَخَذْته مِنَ الْمَقَاسِمِ فَأَلْقَيْته فِيهَا، ثُمَّ مَا ذَهَبْتُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى رَأَيْتهمْ يَغُلُّونَ الأَوْسَاقَ، فَإِذَا قُلْتَ‏:‏ أَيُّ شَيْءٍ هَذَا، قَالُوا‏:‏ نَصِيبًا مِنَ الْفَيْءِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا‏.‏

قَالَ عَاصِمٌ‏:‏ وَرَأَى أَبِي رُؤْيَا وَهُمْ مُحَاصِرُو تَوَّجَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ أَبِي إِذَا رَأَى رُؤْيَا كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إلَيْهَا نَهَارًا، وَكَانَ أَبِي قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ فَرَأَى كَأَنَّ رَجُلاً مَرِيضًا وَكَأَنَّ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ، قد اخْتَلَفَتْ أَيْدِيهِمْ وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَكَانَت امْرَأَةٌ عَلَيْهَا ثِيَابٌ خُضْرٌ جَالِسَةً كَأَنَّهَا لَوْ تَشَاءُ أَصْلَحَتْ بَيْنَهُمْ، إذْ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَلَبَ بِطَانَةَ جُبَّةٍ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أَيَخْلَقُ الإِسْلاَم فِيكُمْ‏,‏ وَهَذَا سِرْبَالُ نَبِيِّ اللهِ فِيكُمْ لَمْ يَخْلَقْ، إذْ قَامَ آخَرُ مِنَ الْقَوْمِ فَأَخَذَ بِأَحَدِ لَوْحَي الْمُصْحَفِ فَنَفَضَهُ حَتَّى اضْطَرَبَ وَرَقُهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَأَصْبَحَ أَبِي يَعْرِضُهَا وَلاَ يَجِدُ مَنْ يُعَبِّرُهَا، قَالَ‏:‏ كَأَنَّهُمْ هَابُوا تَعْبِيرَهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ قَالَ أَبِي‏:‏ فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت الْبَصْرَةَ فَإِذَا النَّاسُ قَدْ عَسْكَرُوا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا شَأْنُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالُوا‏:‏ بَلَغَهُمْ أَنَّ قَوْمًا سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ فَعَسْكَرُوا لِيُدْرِكُوهُ فَيَنْصُرُوهُ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَالِحٌ، وَقَدِ انْصَرَفَ عَنْهُ الْقَوْمُ، فَرَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَلَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ قَتْلُهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبِي‏:‏ فَمَا رَأَيْت يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ شَيْخًا بَاكِيًا تَخَلَّلُ الدُّمُوعُ لِحْيَتَهُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ‏.‏

فَمَا لَبِثْتُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى إِذَا الزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ قَدْ قَدِمَا الْبَصْرَةَ، قَالَ‏:‏ فَمَا لَبِثْت بَعْدَ ذَلِكَ إِلاَّ يَسِيرًا‏,‏ حَتَّى إِذَا عَلِيٌّ أَيْضًا قَدْ قَدِمَ، فَنَزَلَ بِذِي قَارٍ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لِي شَيْخَانِ مِنَ الْحَيِّ‏:‏ اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَلْنَنْظُرْ إِلَى مَا يَدْعُو، وَأَيُّ شَيْءٍ الذي جَاءَ بِهِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْقَوْمِ وَتَبَيَّنَّا فَسَاطِيطَهُمْ إِذَا شَابٌّ جَلْدٌ غَلِيظٌ خَارِجٌ مِنَ الْعَسْكَرِ، قَالَ الْعَلاَءُ‏:‏ رَأَيْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ عَلَى بَغْلٍ، فَلَمَّا أَنْ نَظَرْت إلَيْهِ شَبَّهْته الْمَرْأَةَ الَّتِي رَأَيْتهَا عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِيَّ‏:‏ لَئِنْ كَانَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي رَأَيْت فِي الْمَنَامِ عِنْدَ رَأْسِ الْمَرِيضِ أَخٌ إِنَّ ذَا لأَخُوهَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لِي أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ اللَّذَيْنِ مَعِي‏:‏ مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا، قَالَ‏:‏ وَغَمَزَنِي بِمِرْفَقِهِ، فقَالَ الشَّابُّ‏:‏ أَيَّ شَيْءٍ قُلْتَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَحَدُ الشَّيْخَيْنِ‏:‏ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَانْصَرِفْ، قَالَ‏:‏ لِتُخْبِرَنِي مَا قُلْتَ، قَالَ‏:‏ فَقَصَصْت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا، قَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْت، قَالَ‏:‏ وَارْتَاعَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْت لَقَدْ رَأَيْت، حَتَّى انْقَطَعَ عَنَّا صَوْتُهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ لَقِيت مَنِ الرَّجُلِ الَّذِين رَأَيْنَا آنِفًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ فَعَرَفْنَا، أَنَّ الْمَرْأَةَ عَائِشَةُ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَلَمَّا أَنْ قَدِمْت الْعَسْكَرَ قَدِمْت عَلَى أَدْهَى الْعَرَبِ، يَعْنِي عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَدَخَلَ عَلَيّ فِي نَسَبِ قَوْمِي حَتَّى جَعَلْت أَقُولُ‏:‏ وَاللهِ لَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنِّي، حَتَّى قَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّ بَنِي رَاسِبٍ بِالْبَصْرَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي قُدَامَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ أَجَلْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَسَيِّدُ قَوْمِكَ أَنْتَ ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ، وَإِنِّي فِيهِمْ لَمُطَاعٌ، وَلِغَيْرِي أَسُودُ، وَأَطْوَعُ فِيهِمْ مِنِّي، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مَنْ سَيِّدُ بَنِي رَاسِبٍ ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ فُلاَنٌ، قَالَ‏:‏ فَسَيِّدُ بَنِي قُدَامَةَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فُلاَنٌ لآخَرَ، قَالَ‏:‏ هَلْ أَنْتَ مُبَلِّغُهُمَا كِتَابَيْنِ مِنِّي قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ أَلاَ تُبَايِعُونَ، قَالَ‏:‏ فَبَايَعَ الشَّيْخَانِ اللَّذَانِ مَعِي، قَالَ‏:‏ وَأَضَبَّ قَوْمٌ كَانُوا عِنْدَهُ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ أَبِي بِيَدِهِ‏:‏ فَقَبَضَهَا وَحَرَّكَهَا كَأَنَّ فِيهِمْ خِفَّةٌ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ‏:‏ بَايِعْ بَايِعْ، قَالَ‏:‏ وَقَدْ أَكَلَ السُّجُودُ وُجُوهَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْقَوْمِ‏:‏ دَعُوا الرَّجُلَ، فَقَالَ أَبِي‏:‏ إنَّمَا بَعَثَنِي قَوْمِي رَائِدًا وَسَأُنْهِي إلَيْهِمْ مَا رَأَيْت، فَإِنْ بَايَعُوك بَايَعْتُك، وَإِنِ اعْتَزَلُوك اعْتَزَلْتُك، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَرَأَيْت لَوْ أَنَّ قَوْمَك بَعَثُوك رَائِدًا فَرَأَيْتَ رَوْضَةً وَغَدِيرًا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا قَوْمُ، النُّجْعَةَ النُّجْعَةَ، فَأَبَوْا، مَا أَنْتَ مُنْتَجِعٌ بِنَفْسِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذْت بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قُلْتُ‏:‏ نُبَايِعُك عَلَى أَنْ نُطِيعَك مَا أَطَعْت اللَّهَ، فَإِذَا عَصَيْته فَلاَ طَاعَةَ لَكَ عَلَيْنَا، فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَطَوَّلَ بِهَا صَوْتَهُ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبْت عَلَى يَدِهِ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ وَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ إِمَا انْطَلَقْت إِلَى قَوْمِكَ بِالْبَصْرَةِ فَأَبْلِغْهُمْ كُتُبِي وَقَوْلِي، قَالَ‏:‏ فَتَحَوَّلَ إلَيْهِ مُحَمَّدٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ قَوْمِي إِذَا أَتَيْتهمْ يَقُولُونَ‏:‏ مَا قَوْلُ صَاحِبِكَ فِي عُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ فَسَبَّهُ الَّذِينَ حَوْلَهُ، قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ جَبِينَ عَلِيٍّ يَرْشَحُ كَرَاهِيَةً لِمَا يَجِيئُونَ بِهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ مُحَمَّدٌ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، كُفُّوا فَوَاللهِ مَا إيَّاكُمْ أَسْأَلُ، وَلاَ عَنْكُمْ أُسْأَلُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَخْبِرْهُمْ، أَنَّ قَوْلِي فِي عُثْمَانَ أَحْسَنُ الْقَوْلِ، إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ مَعَ ‏{‏الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏}‏‏.‏

قَالَ‏:‏ قَالَ أَبِي‏:‏ فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ الْكُوفَةِ، جَعَلُوا يَلْقونِي فَيَقُولُونَ‏:‏ أَتَرَى إخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَاتِلُونَنَا، قَالَ‏:‏ وَيَضْحَكُونَ وَيَعْجَبُونَ، ثُمَّ قَالُوا‏:‏ وَاللهِ لَوْ قَدَ الْتَقَيْنَا تَعَاطَيْنَا الْحَقَّ، قَالَ‏:‏ فَكَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ لاَ يَقْتَتِلُونَ، قَالَ‏:‏ وَخَرَجْت بِكِتَابِ عَلِيٍّ، فَأَمَّا أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَتَبَ إلَيْهِمَا فَقَبِلَ الْكِتَابَ وَأَجَابَهُ، وَدَلَلْت عَلَى الآخَرِ فَتَوَارَى، فَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا‏:‏ كُلَيْبٌ ما أُذِنَ لِي‏,‏ فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقُلْتُ‏:‏ هَذَا كِتَابُ عَلِيٍّ، وَأَخْبَرْته أَنِّي أَخْبَرْته أَنَّك سَيِّدُ قَوْمِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الْكِتَابَ، وَقَالَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لِي إِلَى السُّؤْدُدِ الْيَوْمَ، إنَّمَا سَادَاتُكُمُ الْيَوْمَ شَبِيهٌ بِالأَوْسَاخِ، أَوِ السَّفَلَةِ، أَو الأَدْعِيَاءِ، وَقَالَ‏:‏ كَلِّمْهُ، لاَ حَاجَةَ لِي الْيَوْمَ فِي ذَلِكَ، وَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ‏.‏

قَالَ فَوَاللهِ مَا رَجَعْت إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى إِذَا الْعَسْكَرَانِ قَدْ تَدَانَيَا فَاسْتَبَّت عِبْدَانُهُمْ، فَرَكِبَ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ أَطْعَنَ الْقَوْمُ، وَمَا وَصَلْت إِلَى عَلِيٍّ حَتَّى فَرَغَ الْقَوْمُ مِنْ قِتَالِهِمْ، دَخَلْتُ عَلَى الأَشْتَرِ فَإِذَا بِهِ جِرَاحٌ، قَالَ عَاصِمٌ‏:‏ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إِلَى أَبِي، قَالَ وَالْبَيْتُ مَمْلُوءٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ‏:‏ يَا كُلَيْبُ، إنَّك أَعْلَمُ بِالْبَصْرَةِ مِنَّا، فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ لِي أَفْرَهَ جَمَلٍ تَجْده فِيهَا‏,‏ قَالَ‏:‏ فَاشْتَرَيْت مِنْ عَرِيفٍ لِمَهَرَةَ جَمَلَهُ بِخَمْسِ مِئَةٍ، قَالَ‏:‏ اذْهَبْ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ وَقُلْ‏:‏ يُقْرِئُك ابْنُك مَالِكٌ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ‏:‏ خُذِي هَذَا الْجَمَلَ فَتَبَلَّغِي عَلَيْهِ مَكَانَ جَمَلِكَ، فَقَالَتْ‏:‏ لاَ سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِنَّهُ لَيْسَ بِابْنِي، قَالَ‏:‏ وَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَرَجَعْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْته بِقَوْلِهَا، قَالَ‏:‏ فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ حَسَرَ عَنْ سَاعِدِهِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ عَائِشَةَ لَتَلُومُنِي عَلَى الْمَوْتِ الْمُمِيتِ، إنِّي أَقْبَلْت فِي رِجْرِجَةٍ مِنْ مَذْحِجٍ، فَإِذَا ابْنُ عَتَّابٍ قَدْ نَزَلَ فَعَانَقَنِي، قَالَ، فَقَالَ‏:‏ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، قَالَ‏:‏ فَضَرَبْته فَسَقَطَ سُقُوطًا أَمْرَدًا، قَالَ، ثُمَّ وَثَبَ إلَيّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ‏:‏ اقْتُلُونِي وَمَالِكًا، وَمَا أُحِبُّ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ اقْتُلُونِي وَالأَشْتَرَ، وَلاَ أَنَّ كُلَّ مِذْحَجِيَّةٍ وَلَدَتْ غُلاَمًا‏,‏ فَقَالَ أَبِي‏:‏ إنِّي اعْتَمَرْتهَا فِي غَفْلَةٍ، قُلْتُ‏:‏ مَا يَنْفَعُك أَنْتَ إِذَا قُلْتَ أَنْ تَلِدَ كُلُّ مُذْحَجِيَّةٍ غُلاَمًا، فَقَالَ أَبِي‏:‏ إِنِّي اعْتَمَرْتُهَا فِي غَفْلَة، قُلْتُ‏:‏ مَا يَنْفَعُكَ أَنْتَ إِذَا قُلْتُ‏:‏ أَنْ تَلِدَ كُلّ مُذْحِجِيَّةَ غُلاَمًا‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ دَنَا مِنْهُ أَبِي، فَقَالَ‏:‏ أَوْصِ بِي صَاحِبَ الْبَصْرَةِ فَإِنَّ لِي مَقَامًا بَعْدَكُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ لَوْ قَدْ رَآك صَاحِبُ الْبَصْرَةِ لَقَدْ أَكْرَمَك، قَالَ‏:‏ كَأَنَّهُ يَرَى، أَنَّهُ الأَمِيرُ‏,‏ قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ أَبِي مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ قَدْ قَامَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلُ خَطِيبًا، فَاسْتَعْمَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَائِرٌ إِلَى الشَّامِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ فَرَجَعَ أَبِي فَأَخْبَرَ الأَشْتَرَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ لأَبِي‏:‏ أَنْتَ سَمِعْته، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبِي‏:‏ لاَ قَالَ‏:‏ فَنَهَرَهُ وَقَالَ‏:‏ اجْلِسْ، إِنَّ هَذَا هُوَ الْبَاطِلُ، قَالَ‏:‏ فَلَمْ أَبْرَحْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ خَبَرِي، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْت ذَاكَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ لاَ، فَنَهَرَهُ نَهْرَةً دُونَ الَّتِي نَهَرَنِي، قَالَ‏:‏ وَلَحَظَ إلَيَّ وَأَنَا فِي جَانِبِ الْقَوْمِ، أَيْ إِنَّ هَذَا قَدْ جَاءَ بِمِثْلِ خَبَرِكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عَتَّابٌ التَّغْلِبِيُّ وَالسَّيْفُ يَخْطِرُ، أَوْ يَضْطَرِبُ فِي عُنُقِهِ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا أَمِيرُ مُؤْمِنِيكُمْ قَدَ اسْتَعْمَلَ ابْنُ عَمِّهِ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ سَائِرٌ إِلَى الشَّامِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ قَالَ لَهُ الأَشْتَرُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْته يَا أَعْوَرُ، قَالَ‏:‏ إي وَاللهِ يَا أَشْتَرُ‏,‏ لأَنَا سَمِعْته بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمًا فِيهِ كُشُورٌ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ فَلاَ نَدْرِي إذًا عَلاَمَ قَتَلْنَا الشَّيْخَ بِالْمَدِينَةِ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ لِمُذْحَجِيَّتِهِ قُومُوا فَارْكَبُوا، فَرَكِبَ، قَالَ‏:‏ وَمَا أَرَاهُ يُرِيدُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ فَهَمَّ عَلِيٌّ أَنْ يَبْعَثَ خَيْلاً تُقَاتِلُهُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ كَتَبَ إلَيْهِ، أَنَّهُ لَمْ يَمْنَعَنِّي مِنْ تَأْمِيرِكَ أَنْ لاَ تَكُونَ لِذَلِكَ أَهْلاً، وَلَكِنِّي أَرَدْت لِقَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ قَوْمُك، فَأَرَدْت أَنْ أَسْتَظْهِرَ بِكَ عَلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ وَنَادَى فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ، قَالَ‏:‏ فَأَقَامَ الأَشْتَرُ حَتَّى أَدْرَكَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ قَدْ وَقَّتَ لَهُمْ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، فِيمَا رَأَيْت، فَلَمَّا صَنَعَ الأَشْتَرُ مَا صَنَعَ نَادَى فِي النَّاسِ قَبْلَ ذَلِكَ بِالرَّحِيلِ‏.‏

38913- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ يَوْمَ الْجَمَلِ فَمَا دَخَلْت دَارَ الْوَلِيدِ إِلاَّ ذَكَرْت يَوْمَ الْجَمَلِ‏,‏ وَوَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الْبِيضِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَرَى عَلِيًّا يَحْمِلُ فَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْثَنِيَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَقُولُ‏:‏ لاَ تَلُومُونِي، وَلُومُوا هَذَا، ثُمَّ يَعُودُ فَيُقَوِّمُهُ‏.‏

38914- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ‏:‏ إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ تَكَلَّمَتِ الْخَوَارِجُ يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالُوا‏:‏ مَا أَحَلَّ لَنَا دِمَاءَهُمْ وَحَرَّمَ عَلَيْنَا ذَرَارِيَّهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ إِنَّ الْعِيَالَ مِنِّي عَلَى الصَّدْرِ وَالنَّحْرِ، وَلَكُمْ فِيء خَمْسُ مِئَةٍ خَمْسُ مِئَةٌ، جَعَلْتهَا لَكُمْ مَا يُغْنِيكُمْ عَنِ الْعِيَالِ‏.‏

38915- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ مُخَشِّي، قَالَ‏:‏ كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ سَوْدَاءَ، يَعْنِي يَوْمَ الْجَمَلِ، وَرَايَةُ أُولَئِكَ الْجَمَلِ‏.‏

38916- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ‏:‏ مَا فَعَلَتْ أُمُّك، قَالَ‏:‏ قَدْ مَاتَتْ، قَالَ‏:‏ أَمَا إنَّك سَتُقَاتِلُهَا، قَالَ‏:‏ فَعَجِبَ الرَّجُلُ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى خَرَجَتْ عَائِشَةُ‏.‏

38917- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ قَسَمَ عَلِيٌّ مَوَارِيثَ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ عَلَى فَرَائِضِ الْمُسْلِمِينَ‏:‏ لِلْمَرْأَةِ ثُمُنُهَا، وَلِلاِبْنَةِ نَصِيبُهَا، وَلِلاِبْنِ فَرِيضَتُهُ، وَلِلأُمِّ سَهْمُهَا‏.‏

38918- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ أَمُشْرِكُونَ هُمْ، قَالَ‏:‏ مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا، قِيلَ‏:‏ أَمُنَافِقُونَ هُمْ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً، قِيلَ‏:‏ فَمَا هُمْ، قَالَ‏:‏ إخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا‏.‏

38919- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ يَقْتُلْ جَرِيحًا‏.‏

38920- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ يُخَمِّسْ، قَالُوا‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلاَ تُخَمِّسُ أَمْوَالَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ عَائِشَةُ تَسْتَأْمِرُهَا، قَالَ‏:‏ قَالُوا‏:‏ مَا هُوَ إِلاَّ هَذَا، مَا هُوَ إِلاَّ هَذَا‏.‏

38921- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ الأَشْتَرَ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ الْتَقَيَا، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ‏:‏ فَمَا ضَرَبْته ضَرْبَةً حَتَّى ضَرَبَنِي خَمْسًا، أَوْ سِتًّا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَأَلْقَانِي بِرِجْلِي، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لَوْلاَ قَرَابَتُك مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا تَرَكْت مِنْك عُضْوًا مَعَ صَاحِبِهِ، قَالَ‏:‏ وَقَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ وَاثُكْلَ أَسْمَاءَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ أَعْطَتِ الَّذِي بَشَّرَهَا بِهِ، أَنَّهُ حَيٌّ عَشَرَةَ آلاَفٍ‏.‏

38922- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ نَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ نُوَرِّثُ الآبَاءَ مِنَ الأَبْنَاءِ‏.‏

38923- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ‏:‏ لَمْ يَكْفُرْ أَهْلُ الْجَمَلِ‏.‏

38924- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سُوَيْد بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتنَا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَإِنَّ رِمَاحَنَا وَرِمَاحَهُمْ لَمُتَشَاجِرَةٌ، وَلَوْ شَاءَت الرُّجَّالُ لَمَشَتْ عَلَيْهِمْ يَقُولُونَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَيَقُولُونَ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ وَلَيْتَنِي لَمْ أَشْهَد، وَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِمَةَ‏:‏ وَلَكِنِّي مَا سَرَّنِي أَنِّي لَمْ أَشْهَد، وَلَوَدِدْت، أَنَّ كُلَّ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ عَلِيٌّ شَهِدْته‏.‏

38925- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، قَالَ‏:‏ رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فِي رُكْبَتِهِ، قَالَ‏:‏ فَجَعَلَ الدَّمُ يَغِذُّ الدَّم وَيَسِيلُ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا أَمْسَكُوهُ امْتَسَكَ، وَإِذَا تَرَكُوهُ سَالَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُ، قَالَ‏:‏ وَجَعَلُوا إِذَا أَمْسَكُوا فَمَ الْجُرْحِ انْتَفَخَتْ رُكْبَتُهُ، فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فَمَاتَ، قَالَ‏:‏ فَدَفَنَّاهُ عَلَى شَاطِئِ الْكَلاَّءِ، فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَلاَ تُرِيحُونَنِي مِنَ هذا الْمَاءِ‏,‏ فَإِنِّي قَدْ غَرِقْت‏,‏ ثَلاَثَ مِرَارٍ يَقُولُهَا، قَالَ‏:‏ فَنَبَشُوهُ فَإِذَا هُوَ أَخْضَرُ كَأَنَّهُ السَّلْقِ، فَنَزَفُوا عَنْهُ الْمَاءَ، ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ فَإِذَا مَا يَلِي الأَرْضَ مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ أَكَلَتْهُ الأَرْضُ، فَاشْتَرَوْا لَهُ دَارًا مِنْ دُورِ آلِ أَبِي بَكْرَةَ بِعَشَرَةِ آلاَفٍ فَدَفَنُوهُ فِيهَا‏.‏

38926- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُ بَعْضَ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الْكِلاَبُ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ‏:‏ أَيُّ مَاءٍ هَذَا، قَالُوا‏:‏ مَاءُ الْحَوْأَبِ، فَوَقَفَتْ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً، فَقَالَ لَهَا طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ‏:‏ مَهْلاً رَحِمَك اللَّهُ، بَلْ تَقْدُمِينَ فَيَرَاك الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، قَالَتْ‏:‏ مَا أَظُنُّنِي إِلاَّ رَاجِعَةً، إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ‏:‏ كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ‏.‏

38927- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ لَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ‏:‏ ادْفِنُونِي مَعَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِنِّي كُنْت أَحْدَثْت بَعْدَهُ حَدَثًا‏.‏

38928- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ‏:‏ بَلَغَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ طَلْحَةَ يَقُولُ‏:‏ إنَّمَا بَايَعْت وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ، قَالَ‏:‏ فَأَرْسَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ‏:‏ أَمَّا وَاللُّجُّ عَلَى قَفَاهُ فَلاَ‏,‏ وَلَكِنْ قَدْ بَايَعَ وَهُوَ كَارِهٌ، قَالَ‏:‏ فَوَثَبَ النَّاسُ إلَيْهِ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ صُهَيْبٌ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فَالْتَفَتَ إلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ ظَنَنْت، أَنَّ أُمَّ عَوْفٍ حَائِنَةٌ‏.‏

38929- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ جَلَسَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ الْجَمَل يَبْكُونَ عَلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ‏.‏

38930- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، أَنَّ رَبِيعَةَ كَلَّمَتْ طَلْحَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي مَسْلَمَةَ فَقَالُوا‏:‏ كُنَّا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ حَتَّى جَاءَتْنَا بَيْعَتُك هَذَا الرَّجُلَ، ثُمَّ أَنْتِ الآنَ تُقَاتِلُهُ، أَوْ كَمَا قَالُوا قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ إنِّي أُدْخِلْت الْحُشَّ وَوُضِعَ عَلَى عُنُقِي اللُّجُّ، وَقِيلَ‏:‏ بَايِعْ وَإِلاَّ قَاتَلْنَاك، قَالَ‏:‏ فَبَايَعْت، وَعَرَفْتُ أَنَّهَا بَيْعَةُ ضَلاَلَةٍ، قَالَ التَّيْمِيُّ‏:‏ وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ‏:‏ إِنَّ مُنَافِقًا مِنْ مُنَافِقِي أَهْلِ الْعِرَاقِ جَبَلَةَ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ لِلزُّبَيْرِ‏:‏ فَإِنَّك قَدْ بَايَعْت، فَقَالَ الزُّبَيْرُ‏:‏ إِنَّ السَّيْفَ وُضِعَ عَلَى قَفَيَّ فَقِيلَ لِي‏:‏ بَايِعْ وَإِلاَّ قَتَلْنَاك، قَالَ‏:‏ فَبَايَعْت‏.‏

38931- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ سَمِعْت حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ يَذْكُرُ، عَنْ أُمِّ رَاشِدٍ جَدَّتِهِ، قَالَتْ‏:‏ كُنْت عِنْدَ أُمِّ هَانِئٍ فَأَتَاهَا عَلِي، فَدَعَتْ لَهُ بِطَعَامٍ، فَقَالَ‏:‏ مَالِي لاَ أَرَى عِنْدَكُمْ بَرَكَةً، يَعْنِي الشَّاةَ، قَالَتْ‏:‏ فَقَالَتْ‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، بَلَى وَاللهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَبَرَكَةً، قَالَ‏:‏ إنَّمَا أَعَنْيَ الشَّاةَ، قَالَتْ‏:‏ وَنَزَلْتُ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ فِي الدَّرَجَةِ، فَسَمِعْتُ أَحَدهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ‏:‏ بَايَعَتْهُ أَيْدِينَا وَلَمْ تُبَايِعْهُ قُلُوبُنَا، قَالَتْ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَقَالُوا‏:‏ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، قَالَتْ‏:‏ فَإِنِّي قَدْ سَمِعْت أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ‏:‏ بَايَعَتْهُ أَيْدِينَا وَلَمْ تُبَايِعْهُ قُلُوبُنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ ‏{‏فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏‏.‏

38932- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ‏,‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ‏:‏ ضُرِبَ فُسْطَاطٌ بَيْنَ الْعَسْكَرَيْنِ يَوْمَ الْجَمَلِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ يَأْتُونَهُ، فَيَذْكُرُونَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ رَفَعَ عَلِيٌّ جَانِبَ الْفُسْطَاطِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْقِتَالِ، فَمَشَى بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، وَشَجَرْنَا بِالرِّمَاحِ حَتَّى لَوْ شَاءَ الرَّجُلُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيْهَا لَمَشَى، ثُمَّ أَخَذَتْنَا السُّيُوفُ فَمَا شَبَهَتْهَا إِلاَّ دَارُ الْوَلِيدِ‏.‏

38933- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ لاَ تَتَّبِعُوا مُدْبِرًا، وَلاَ تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَمَنْ أَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ‏.‏

38934- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، أَنَّ عَلِيًّا أَعْطَى أَصْحَابَهُ بِالْبَصْرَةِ خَمْسَ مِئَةٍ خَمْسَ مِئَةٍ‏.‏

38935- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا انْهَزَمَ أَهْلُ الْجَمَلِ، قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ يَطْلُبَنَّ عَبْدٌ خَارِجًا مِنَ الْعَسْكَرِ، وَمَا كَانَ مِنْ دَابَّةٍ، أَوْ سِلاَحٍ فَهُوَ لَكُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَالْمَوَارِيثُ عَلَى فَرَائِضِ اللهِ، وَأَيُّ امْرَأَةٍ قُتِلَ زَوْجُهَا فَلْتَعْتَدَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، قَالُوا‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَحِلُّ لَنَا دِمَاؤُهُمْ وَلاَ تَحِلُّ لَنَا نِسَاؤُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَخَاصَمُوه، فَقَالَ‏:‏ كَذَلِكَ السِّيرَةُ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ، قَالَ‏:‏ فَهَاتُوا سِهَامَكُمْ وَاقْرَعُوا عَلَى عَائِشَةَ فَهِيَ رَأْسُ الأَمْرِ وَقَائِدُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَعَرَفُوا وَقَالُوا‏:‏ نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، قَالَ‏:‏ فَخَصَمَهُمْ عَلِيٌّ‏.‏

38936- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ‏:‏ إنَّا كُنَّا أَدْهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلاَ نَجِدُ بُدًّا مِنَ المبايعة‏.‏

38937- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمْ يَشْهَدَ الْجَمَلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِلاَّ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فَإِنْ جَاؤُوا بِخَامِسٍ فَأَنَا كَذَّابٌ‏.‏

38938- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ‏:‏ إِنَّ أُمَّنَا سَارَتْ مَسِيرَنَا هَذَا، وَإِنَّهَا وَاللهِ زَوْجَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلاَنَا بِهَا لِيَعْلَمَ إيَّاهُ نُطِيعُ أَمْ إيَّاهَا‏.‏

38939- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سعيد، قَالَ‏:‏ لَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنَ الْجَمَلِ وَتَهَيَّأَ لِصِفِّينَ اجْتَمَعَ النَّخَعُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى الأَشْتَرِ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ نَخَعِيٌّ ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ لاَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةُ عَمَدَتْ إِلَى خَيْرِهَا فَقَتَلَتْهُ، وَسِرْنَا إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَوْمٌ لَنَا عَلَيْهِمْ بَيْعَةٌ فَنُصِرْنَا عَلَيْهِمْ بِنَكْثِهِمْ، وَإِنَّكُمْ تَسِيرُونَ غَدًا إِلَى أَهْلِ الشَّامِ قَوْمٌ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِمْ بَيْعَةٌ، فَلْيَنْظُرَ امْرُؤٌ مِنْكُمْ أَيْنَ يَضَعُ سَيْفَهُ‏.‏

38940- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدْبَبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ تَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ‏.‏

38941- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ قيلَ لَهُ‏:‏ مَا مَنَعَك أَنْ تَكُونَ قَاتَلْت عَلَى بُصَيْرتك يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمَ امْرَأَةٌ، قائدهُمْ فِي الْجَنَّةِ‏.‏

38942- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ لَنْ يَفْلَحَ قَوْمٌ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى امْرَأَةٍ‏.‏

38943- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَمْهَانَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتنَا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَإِنَّ رِمَاحَنَا وَرِمَاحَهُمْ لمتشاجرة‏,‏ وَلَوْ شَاءَ الرَّجُلُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَيْهَا لَمَشَى، قَالَ‏:‏ وَهَؤُلاَءِ يَقُولُونَ‏:‏ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَهَؤُلاَءِ يَقُولُونَ‏:‏ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ‏.‏

38944- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا هَزَمَ طَلْحَةَ وَأَصْحَابَهُ أَمَرَ مُنَادِيَهُ أَنْ لاَ يُقْتَلَ مُقْبِلٌ وَلاَ مُدْبِرٌ، وَلاَ يُفْتَحَ بَابٌ، وَلاَ يُسْتَحَلَّ فَرْجٌ وَلاَ مَالٌ‏.‏

38945- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ عَلِيٌّ مُنَادِيًا فَنَادَى يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ أَلاَ لاَ يُجْهَزَنَّ عَلَى جَرِيحٍ وَلاَ يُتْبَعَ مُدْبِرٌ‏.‏

38946- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ‏:‏ حمَلْت عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَلَمَّا ذَهَبْت أَطْعَنُهُ، قَالَ‏:‏ أَنَا عَلَى دِينِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَعَرَفْت الَّذِي يُرِيدُ، فَتَرَكْته‏.‏

38947- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَنِي عَلِيٌّ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُمَا‏:‏ إِنَّ أَخَاكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلاَمَ وَيَقُولُ لَكُمَا‏:‏ هَلْ وَجَدْتُمَا عَلَيَّ حَيْفًا فِي حُكْمٍ، أَوِ اسْتِئْثَار بِفَيْءٍ، أَوْ بِكَذَا، أَوْ بِكَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ الزُّبَيْرُ‏:‏ لاَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، وَلَكِنْ مَعَ الْخَوْفِ شِدَّةُ الْمَطَامِعِ‏.‏

38948- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا فِي الشَّعْبِ فَكُنَّا نَنْتَقِصُ عُثْمَانَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَفْرَطْنَا، فَالْتَفَتُّ إلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا عَبَّاسٍ، تَذْكُرُ عَشِيَّةَ الْجَمَلِ‏,‏ أَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ‏,‏ وَأَنْتَ عَنْ شِمَالِهِ، إذْ سَمِعْنَا الصَّيْحَةَ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ نَعَمَ الَّتِي بَعَثَ بِهَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ، فَأَخْبَرَهُ، أَنَّهُ وَجَدَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَاقِفَةً فِي الْمِرْبَدِ تَلْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، فَقَالَ علِيٌّ‏:‏ لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ، أَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ‏,‏ وَهَذَا عَنْ شِمَالِهِ، فَسَمِعْته مِنْ فِيهِ إِلَى فِي، وَابْنُ عَبَّاسٍ، فَوَاللهِ مَا عِبْت عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِي هَذَا‏.‏

38949- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو ضِرَارٍ زَيْدُ بْنُ عَصْنٍ الضَّبِّيُّ‏,‏ إمَامُ مَسْجِدِ بَنِي هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ حَيَّانَ الضَّبِّيُّ مِنْ بَنِي مَبْذُولٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ‏:‏ تَمِيمُ بْنُ ذُهْلٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ‏:‏ إنِّي يَوْمَ الْجَمَلِ آخِذٌ بِرِكَابِ عَلِيٍّ أَجْهَدُ مَعَهُ وَأَنَا أَرَى أَنَّا فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ يَتَصَفَّحُ الْقَتْلَى، فَمَرَّ بِرَجُلٍ أَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَهُوَ مَقْتُولٌ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ يَعْرِفُ هَذَا ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ هَذَا فُلاَنٌ الضَّبِّي، وَهَذَا ابْنُهُ، حَتَّى عَدَدْت سَبْعَةً صَرْعَى مُقَتَّلِينَ حَوْلَهُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لَوَدِدْت، أَنَّهُ لَيْسَ فِي الأَرْضِ ضَبِّيٌّ إِلاَّ تَحْتَ صَفْحَة هَذَا الشَّيْخِ‏.‏

38950- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَدِمْت عَلَى عَلِيٍّ حِينَ فَرَغَ مِنَ الْجَمَلِ، فَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَإِذَا امْرَأَتُهُ وَابْنَتَاهُ يَبْكِينَ، وَقَدْ أَجْلَسْنَ وَلِيدَةً بِالْبَابِ تُؤْذِنُهُنَّ بِهِ إِذَا جَاءَ، فَأَلْهَى الْوَلِيدَةَ مَا تَرَى النِّسْوَةَ يَفْعَلْنَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِنَ، وَتَخَلَّفَتْ فَقُمْت بِالْبَابِ، فَأُسْكِتْنَ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكُنَّ فَانْتَهَرَهُنَّ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ مَا سَمِعْت ذَكَرْنَا عُثْمَانَ وَقَرَابَتَهُ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَقَرَابَتَهُ، فَقَالَ‏:‏ إنِّي لأَرْجُو أَنْ نَكُونَ كَالَّذِينَ، قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ‏}‏ وَمَنْ هُمْ إِنْ لَمْ نَكُنْ، وَمَنْ هُمْ يُرَدِّدُ ذَلِكَ حَتَّى وَدِدْت أَنَّهُ سَكَتَ‏.‏

38951- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، أَنَّ عَلِيًّا أَجْلَسَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى حَسَنٍ، فَقَالَ‏:‏ إنِّي وَدِدْت أَنِّي مِتّ قَبْلَ هَذَا‏.‏

38952- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَمَّارٌ لِعَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ مَا تَرَى فِي سَبْيِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ، فَقَالَ‏:‏ إنَّمَا قَاتَلْنَا مَنْ قَاتَلْنَا، قَالَ‏:‏ لَوْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا خَالَفْنَاك‏.‏

38953- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَاوَانَ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْحَجَّ، فَإِنَّا لبِمَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أَتَانَا آتٍ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِد، فَانْطَلَقْت فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ فِي الْمَسْجِد، فَإِذَا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ جَاءَنَا عُثْمَان، فَقِيلَ‏:‏ هَذَا عُثْمَان، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُلِيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ، قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ‏:‏ هَاهُنَا عَلِيٌّ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ هَاهُنَا الزُّبَيْرُ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ هَاهُنَا طَلْحَةُ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ هَاهُنَا سَعْدٌ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ‏,‏ قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ هَلْ تَعْلَمُونَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلاَنٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَأَتَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ ابْتَعْته، قَالَ‏:‏ اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَلَك أَجْرُهُ ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ مَنِ ابْتَاعَ رُومَةَ‏,‏ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ أَتَيْته، فَقُلْتُ‏:‏ قَدِ ابْتَعْتهَا، قَالَ‏:‏ اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ، قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ جَهَّزَ هَؤُلاَءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا خِطَامًا وَلاَ عقَالاً، قَالَ‏:‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلاَثًا‏.‏

قَالَ الأَحْنَفُ‏:‏ فَانْطَلَقْت فَأَتَيْت طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَن تَأْمُرَانِي بِهِ وَمَنْ تَرْضَيَانِهِ لِي، فَإِنِّي لاَ أَرَى هَذَا إِلاَّ مَقْتُولاً، قَالاَ‏:‏ نَأْمُرُك بِعَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي، قَالاَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ انْطَلَقْت حَاجًّا حَتَّى قَدِمْت مَكَّةَ فَبَيْنَا نَحْنُ بِهَا إذْ أَتَانَا قَتْلُ عُثْمَانَ وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَقِيتُهَا، فَقُلْتُ لَهَا‏:‏ مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ أَنْ أُبَايِعَ، فَقَالَتْ‏:‏ عَلِيًّا، فَقُلْتُ أَتَأْمُرِينَنِي بِهِ وَتَرْضَيْنَهُ لِي، قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

فَمَرَرْت عَلَى عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْته، ثُمَّ رَجَعْت إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلاَ أَرَى إَلاَّ أَنَّ الأَمْرَ قَد اسْتَقَامَ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إذْ أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْخُرَيْبَةِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ مَا جَاءَ بِهِمْ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُرْسِلُوا إلَيْك يَسْتَنْصِرُونك عَلَى دَمِ عُثْمَانَ، قُتِلَ مَظْلُومًا قَالَ‏:‏ فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ أَتَانِي قَطُّ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ خُذْلاَنِي هَؤُلاَءِ وَمَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَشَدِيدٌ، وَإِنَّ قِتَالِي ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ أَنْ أَمَرُونِي بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ، قَالُوا‏:‏ جِئْنَا نَسْتَنْصِرُك عَلَى دَمِ عُثْمَانَ، قُتِلَ مَظْلُومًا، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْشُدُك بِاللهِ، هَلْ قُلْتُ لَكَ‏:‏ مَنْ تَأْمُرِينِي بِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ عَلِيًّا، فَقُلْتُ‏:‏ تَأْمُرِينِي بِهِ وَتَرْضَيْنَهُ لِي قُلْتُ نعم ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ‏.‏

قُلْتُ‏:‏ يَا زُبَيْرُ، يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَا طَلْحَةُ، نَشَدْتُكُمَا بِاللهِ أَقَلْت لَكُمَا‏:‏ مَنْ تَأْمُرَانِي بِهِ فَقُلْتُمَا‏:‏ عَلِيًّا، فَقُلْتُ‏:‏ تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي فَقُلْتُمَا‏:‏ نَعَمْ، قَالاَ‏:‏ بَلَى، وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ‏.‏

قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ لاَ وَاللهِ لاَ أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏,‏ وَلاَ أُقَاتِلُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ‏,‏ اخْتَارُوا مِنِّي بَيْنَ إحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ‏:‏ إمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي بَابَ الْجِسْرِ فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ الأَعَاجِمِ، حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى، أَوْ أَلْحَقَ بِمَكَّةَ فَأَكُونَ بِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى، أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونَ قَرِيبًا، قَالُوا‏:‏ نَأْتَمِرُ، ثُمَّ نُرْسِلُ إلَيْك، فَائْتَمَرُوا فَقَالُوا‏:‏ نَفْتَحُ لَهُ بَابَ الْجِسْرِ فَيَلْحَقُ بِهِ المفارق وَالْخَاذِلُ، أو يَلْحَقُ بِمَكَّةَ فَيَتَعَجَّسُكُمْ فِي قُرَيْشٍ وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ، لَيْسَ ذَلِكَ بِأَمْرٍ اجْعَلُوهُ هَاهُنَا قَرِيبًا حَيْثُ تَطَؤُونَ عَلَى صِمَاخِهِ، وَتَنْظُرُونَ إلَيْهِ‏.‏

فَاعْتَزَلَ بِالْجَلْحَاءِ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ، وَاعْتَزَلَ مَعَهُ زُهَاءُ سِتَّةِ آلاَفٍ‏.‏ ثُمَّ الْتَقَى الْقَوْمُ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ طَلْحَةُ وكعب ابْنُ سُورٍ وَمَعَهُ الْمُصْحَفُ، يُذَكِّرُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ حَتَّى قُتِلَ بينهم‏,‏ وَبَلَغَ الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ كَمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ‏,‏ فَلَقِيَهُ النَّعِرُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، قَالَ‏:‏ أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ‏؟‏ إلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، لاَ يُوصَلُ إلَيْك، فَأَقْبَلَ مَعَهُ، قَالَ‏:‏ فَأَتَى إنْسَانٌ الأَحْنَفَ، قَالَ‏:‏ هَذَا الزُّبَيْرُ قَدْ لُقِيَ بِسَفَوَانَ، قَالَ‏:‏ فَمَا يَأْمَنُ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، ثُمَّ لَحِقَ بِبَيْتِهِ وَأَهْلِهِ، فَسَمِعَهُ عُمَيْرة بْنُ جُرْمُوزٍ وَغُوَاةٌ مِنْ غُوَاةِ بَنِي تَمِيمٍ‏,‏ وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ‏,‏ وَنُفَيْعٌ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ، فَلَقُوا مَعَهُ النَّعِرَ، فَأَتَاهُ عُمَيْر بْنُ جُرْمُوزٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ، فَطَعَنَهُ طَعَنَةً خَفِيفَةً، وَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ ذُو الْخِمَارِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ، أَنَّهُ قَاتِلُهُ نَادَى صَاحِبَيْهِ‏:‏ يَا نُفَيْعُ يَا فَضَالَةُ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ‏.‏

38954- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أم الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان قُلْتُ‏:‏ مَا يُقِيمُنِي بِالْعِرَاقِ، وَإِنَّمَا الْجَمَاعَةُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجْت فَأُخْبِرْت، أَنَّ النَّاسَ قَدْ بَايَعُوا عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ فَانْتَهَيْت إِلَى الرَّبَذَةِ وَإِذَا عَلِيٌّ بِهَا، فَوُضِعَ لَهُ رَحْلٌ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَقِيَامِ الرَّجُلِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ قد بَايَعَا طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ، ثُمَّ أَرَادَا أَنْ يُفْسِدَا الأَمْرَ وَيَشقَّا عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَحَرَّضَ عَلَى قِتَالِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّ الْعَرَبَ سَتَكُونُ لَهُمْ جَوْلَةٌ عِنْدَ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ‏,‏ فَلَوْ أَقَمْت بِدَارِكَ الَّتِي كُنْتَ بِهَا، يَعْنِيَ الْمَدِينَةَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُقْتَلَ بِحَالِ مَضْيَعَةٍ لاَ نَاصِرَ لَكَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ اجْلِسْ فَإِنَّمَا تَخِنُّ كما تخن الْجَارِيَةُ، أو إِنَّ لَكَ خَنِينًا كَخَنِينِ الْجَارِيَةِ، آللهِ أَجْلِسُ بِالْمَدِينَةِ كَالضَّبُعِ تَسْتَمِعُ اللَّدْمَ، لَقَدْ ضَرَبْت هَذَا الأَمْرَ ظَهْرَهُ وَبَطْنَهُ، أَوْ رَأْسَهُ وَعَيْنَيْهِ، فَمَا وَجَدْت إِلاَّ السَّيْفَ، أَوِ الْكُفْرَ‏.‏

38955- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَنَزِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي خَالِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاضْطَرَبَ النَّاسُ، قَامَ النَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ يَدَّعُونَ أَشْيَاءَ، فَأَكْثَرُوا الْكَلاَمُ، فَلَمْ يَفْهَمْ عَنْهُمْ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ رَجُلٌ يَجْمَعُ لِي كَلاَمُهُ فِي خَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَوْ سِتٍّ، فَاحْتَفَزْت عَلَى إحْدَى رِجْلَي، فَقُلْتُ‏:‏ إِنْ أَعْجَبَهُ كَلاَمُي وَإِلاَّ لَجَلَسْت مِنْ قَرِيبٍ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْكَلاَمُ لَيْسَ بِخَمْسٍ وَلاَ بِسِتٍّ، وَلَكِنَّهُمَا كَلِمَتَانِ، هَضْمٌ، أَوْ قِصَاصٌ، قَالَ‏:‏ فَنَظَرَ إلَيَّ فَعَقَدَ بِيَدِهِ ثَلاَثِينَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ مَا عَدَدْتُمْ فَهُوَ تَحْتَ قَدَمِي هَذِهِ‏.‏

38956- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ‏:‏ ذَكَرُوا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ، فَقَالَ‏:‏ أَقْوَامٌ سَبَقَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ وَأَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ، فَرُدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ‏.‏

38957- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ اللَّهُمَّ لَيْسَ هَذَا أَرَدْت، اللَّهُمَّ لَيْسَ هَذَا أَرَدْت‏.‏

38958- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ مَرْوَانُ مَعَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا اشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ، قَالَ مَرْوَانُ‏:‏ لاَ أَطْلُبُ بِثَأْرِي بَعْدَ الْيَوْمِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ رُكْبَتَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ طَلْحَةُ‏:‏ دَعَوْهُ فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ‏.‏

38959- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَرْسَلَ إلَيَّ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ فِي حَاجَةٍ فَأَتَيْته، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِد، فَقَالُوا‏:‏ يَا أَبَا عِيسَى، حدثنا فِي الأُسَارَى لَيْلَتَنَا، فَسَمِعْتهمْ يَقُولُونَ‏:‏ أَمَّا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ فَإِنَّهُ مَقْتُولٌ بُكْرَةً، فَلَمَّا صَلَّيْت الْغَدَاةَ جَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى الأُسَارَى الأُسَارَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فِي أَثَرِهِ يَقُولُ‏:‏ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْت، فَدَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَلَّمْت، فَقَالَ‏:‏ أَتَبَايَعُ تَدْخُلُ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ هَكَذَا، وَمَدَّ يَدَهُ فَبَسَطَهُمَا قَالَ‏:‏ فَبَايَعْته، ثُمَّ قَالَ‏:‏ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ وَمَالِكِ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا رَأَني النَّاسَ قَدْ خَرَجْت، قَالَ‏:‏ جَعَلُوا يَدْخُلُونَ فَيُبَايِعُونَ‏.‏

38960- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ ‏{‏وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً‏}‏، قَالَ‏:‏ أَصْحَابُ الْجَمَلِ‏.‏

38961- حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ‏:‏ لاَ أَعْلَمُهُ إَلاَّ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةًْ‏}‏، قَالَ‏:‏ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ‏.‏

38962- أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً ذَكَرَ عِنْدَ عَلِيٍّ أَصْحَابَ الْجَمَلِ حَتَّى ذَكَرَ الْكُفْرَ، فَنَهَاهُ عَلِيٌّ‏.‏

38963- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ مُخَشِّي، قَالَ‏:‏ مَا شَهِدْتُ يَوْمًا أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ عُلَيْسٍ إِلاَّ يَوْمَ الْجَمَلِ‏.‏

38964- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ‏:‏ كَانَ بَيْنَ صِفِّينَ وَالْجَمَلِ شَهْرَانِ، أَوْ ثَلاَثَةٌ‏.‏

38965- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ صَوْتًا تِلْقَاءَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ‏:‏ انْظُرُوا مَا يَقُولُونَ، فَرَجَعُوا فَقَالُوا‏:‏ يَهْتِفُونَ بِقَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ جَلِّلْ بِقَتَلَةِ عُثْمَانَ خِزْيًا‏.‏

38966- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ لأَنْ أَكُونَ جَلَسْت عَنْ مَسِيرِي كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي عَشَرَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلُ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ‏.‏

38967- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ عَلِيًّا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ وَبَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ رَآنِي‏:‏ يَا ابْنَ صُرَدٍ، تَنَأْنَأْت وَتَزَحْزَحْتَ وَتَرَبَّصْت، كَيْفَ تَرَى اللَّهَ صَنَعَ، قَدْ أَغْنَى اللَّهُ عَنْك، قُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الشَّوْطَ بَطِينُ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الأُمُورِ مَا تَعْرِفُ فِيهَا عَدُوَّك مِنْ صِدِّيقِكَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ لَقِيته، فَقُلْتُ‏:‏ مَا أَرَاك أَغْنَيْت عَنِّي شَيْئًا وَلاَ عَذَرْتنِي عِنْدَ الرَّجُلِ، وَقَدْ كُنْت حَرِيصًا عَلَى أَنْ تَشْهَدَ مَعَهُ، قَالَ‏:‏ هَذَا يَلُومُك عَلَى مَا يَلُومُك‏,‏ وَقَدْ قَالَ لِي يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ حين مَشَى النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ‏:‏ يَا حَسَنُ ثَكِلَتْك أُمُّك، أَوْ هَبِلَتْك أُمُّك مَا ظَنُّك بِأَمْرِي جَمَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَّيْنِ، وَاللهِ مَا أَرَى بَعْدَ هَذَا خَيْرًا، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ اُسْكُتْ، لاَ يَسْمَعُك أَصْحَابُك، فَيَقُولُوا‏:‏ شَكَكْت، فَيَقْتُلُونَك‏.‏

38968- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا، قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ، قَالَ‏:‏ آتِيهِ فَأُخْبِرُهُ أَنِّي مَعَهُ، ثُمَّ أَفْتِكُ بِهِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الإِيمَانُ قَيْدُ الْفَتْك، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ‏.‏

38969- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْت إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ إِلاَّ ظَالِمٌ، أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لاَ أُرَانِي سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ أَكْبَرَ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا بُنَي، بِعْ مَالَنَا وَاقْضِ دَيْنَنَا، وَأُوصِيك بِالثُّلُثِ وَثُلُثَيْهِ لِبَنِيهِ فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ‏:‏ فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ‏:‏ يَا بُنَي، إِنْ عَجَزْت، عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ؛ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلاَيَ، قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ مَا دَرَيْت مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَتِ، مَنْ مَوْلاَك، قَالَ‏:‏ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فوَاللهِ مَا وَقَعْت فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاَّ قُلْتُ‏:‏ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ، قَالَ‏:‏ وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ فَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِلاَّ أَرْضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ، قَالَ‏:‏ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إيَّاهُ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ‏:‏ لاَ وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ، إنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ ضَيْعَةً، وَمَا وَلِيَ وِلاَيَةً قَطُّ وَلاَ جِبَايَةً وَلاَ خَرَاجًا وَلاَ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ‏.‏

38970- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أبي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ دَخَلَ بَيْتَ الْمَالِ، فَإِذَا هُوَ بِصَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ، فَقَالَ‏:‏ يَقُولُ الله‏:‏ ‏{‏وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ‏}‏ ‏{‏وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا‏}‏، فَقَالَ‏:‏ هَذَا لَنَا‏.‏

38971- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَمَرَ عَلِيٌّ مُنَادِيَهُ فَنَادَى يَوْمَ الْبَصْرَةِ‏:‏ لاَ يُتْبَعُ مُدْبِرٌ وَلاَ يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ، وَلاَ يُقْتَلُ أَسِيرٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابًا آمِنَ، وَمَنْ أَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مَتَاعِهِمْ شَيْئًا‏.‏

38972- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أُصِيبَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالَ‏:‏ هَذَا الَّذِي حَدَّثَنِي خَلِيلِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ‏:‏ إنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ نَقْضُهَا عُهُودَهَا‏.‏

38973- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ قالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ وَدِدْت أَنِّي كُنْت غُصْنًا رَطْبًا وَلَمْ أَسِرْ مَسِيرِي هَذَا‏.‏

38974- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ مَسِيرِهَا، فَقَالَتْ‏:‏ كَانَ قَدَرًا‏.‏

38975- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، أَنَّ عَلِيًّا قَسَمَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي الْعَسْكَرِ مَا أَجَافُوا عَلَيْهِ مِنْ سِلاَحٍ، أَوْ كُرَاعٍ‏.‏

38976- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ إنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ، قَالَ اللَّهُ‏:‏ ‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ‏}‏‏.‏

38977- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ‏:‏ وَشَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، وَقَالَ‏:‏ مَا يَسُرُّنِي بِهِمَا مَا عَلَى الأَرْضِ‏.‏

38978- حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ، قَالَ لِعَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَأْمُرِينِي، قَالَتْ‏:‏ يَا بُنَي، إِنِ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ كَالْخَيِّرِ مِنَ ابْنَيْ آدَمَ فَافْعَلْ‏.‏

38979- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ وَدِدْت أَنِّي كُنْت مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً‏.‏

38980- حَدَّثَنَا ابْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ضُبَيْعَةَ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏:‏ لاَ يُتْبَعُ مُدْبِرٌ وَلاَ يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ‏.‏

38981- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ نَزَلاَ فِي بَنِي طَاحِيَةَ، فَرَكِبْت فَرَسِي فَأَتَيْتهمَا فَدَخَلْت عَلَيْهِمَا الْمَسْجِدَ، فَقُلْتُ‏:‏ إنَّكُمَا رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نشدتكما بالله في مسيركما‏,‏ أعهد إليكما فيه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏,‏ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتُمَا ‏؟‏ فَأَمَّا طَلْحَةُ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وَأَمَّا الزُّبَيْرُ، فَقَالَ‏:‏ حُدِّثْنَا أَنَّ هَاهُنَا دَرَاهِمَ كَثِيرَةً فَجِئْنَا نَأْخُذُ مِنْهَا‏.‏

38982- حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَيَّةَ، قَالَ‏:‏ خَلاَ عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُك بِاللهِ كَيْفَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوٍ يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلاَنٍ‏:‏ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْك، قَالَ‏:‏ قَدْ سَمِعْت لاَ جَرَمَ، لاَ أُقَاتِلُك‏.‏

38983- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَقْعُصُ الْخَيْلَ بِالرُّمْحِ قَعْصًا، فنوه بِهِ عَلِيٌّ‏:‏ يَا عَبْدَ اللهِ يَا عَبْدَ اللهِ، قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ‏:‏ أَنْشُدُك بِاللهِ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أُنَاجِيك، فَقَالَ‏:‏ أَتُنَاجِيهِ، فَوَاللهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَ الزُّبَيْرُ وَجْهَ دَابَّتِهِ فَانْصَرَفَ‏.‏

38984- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ مَرَّ عَلِيٌّ عَلَى قَتْلَى مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ، وَمَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ‏:‏ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ‏:‏ مَا نَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ، فَقَالَ لَهُ الآخَرُ‏:‏ اسْكُتْ، لاَ يَزِيدُكَ‏.‏

38985- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ جَحْشِ بْنِ زِيَادٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ‏:‏ لَمَّا ظَهَرَ عَلِيٌّ عَلَى أَهْلِ الْجَمَلِ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ‏:‏ ارْجِعِي إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِلَى بَيْتِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَبَتْ، قَالَ‏:‏ فَأَعَادَ إلَيْهَا الرَّسُولَ؛ وَاللهِ لَتَرْجِعَنْ، أَوْ لأَبْعَثَنَّ إلَيْك نِسْوَةً مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ مَعهُنَّ شِفَارٌ حِدَادٌ يَأْخُذْنَك بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ خَرَجَتْ‏.‏

38986- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ‏:‏ انْتَهَى عَبْدُ اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ فِي الْهَوْدَجِ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْشُدُك بِاللهِ، أَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَتَيْتُكِ يَوْمَ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ فَمَا تَأْمُرِينِي، فَقُلْتِ لِي‏:‏ الْزَمْ عَلِيًّا، فَوَاللهِ مَا غَيَّرَ وَلاَ بَدَّلَ، فَسَكَتَتْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَسَكَتَتْ، فَقَالَ‏:‏ اعْقُرُوا الْجَمَلَ، فَعَقَرُوهُ، قَالَ‏:‏ فَنَزَلْت أَنَا وَأَخُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَاحْتَمَلْنَا الْهَوْدَجَ حَتَّى وَضَعَنَاهُ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ، فَأَمَرَ بِهِ عَلِيٌّ فَأُدْخِلَ فِي مَنْزِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُدَيْلٍ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ‏:‏ وَكَانَتْ عَمَّتِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُدَيْلٍ، فَحَدَّثَتْنِي عَمَّتِي، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَهَا‏:‏ أَدْخِلِينِي، قَالَتْ‏:‏ فَأَدْخَلْتهَا الدَّاخِل وَأَتَيْتهَا بِطَشْتٍ وَإِبْرِيقٍ وَأَجَفْت عَلَيْهَا الْبَابَ، قَالَتْ‏:‏ فَاطَّلَعْت عَلَيْهَا مِنْ خَلَلِ الْبَابِ وَهِيَ تُعَالِجُ شَيْئًا فِي رَأْسِهَا مَا أَدْرِي شَجَّةٌ، أَوْ رَمْيَةٌ‏.‏

38987- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ يَوْمِ الْجَمَلِ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ‏:‏ خَذَلْتنَا وَجَلَسْتَ منَّا، وَفَعَلْت عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ فَلَقِيَ سُلَيْمَانُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَقِيت مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ يَهُولَنَّكَ هَذَا مِنْهُ فَإِنَّهُ مُحَارِبٌ، فَلَقَدْ رَأَيْته يَوْمَ الْجَمَلِ حِينَ أَخَذَتِ السُّيُوفُ مَأْخَذَهَا يَقُولُ‏:‏ لَوَدِدْت أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً‏.‏

38988- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عمر بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَقْبَلَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ حَتَّى نَزَلاَ الْبَصْرَةَ وَطَرَحُوا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، وَعَلِيٌّ كَانَ بَعَثَهُ عَلَيْهَا، فَأَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ، فَأَرْسَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَبْطَؤُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ عَمَّارٌ فَخَرَجُوا، قَالَ زَيْدٌ‏:‏ فَكُنْت فِيمَنْ خَرَجَ مَعَهُ، قَالَ‏:‏ فَكَفَّ عَنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأَصْحَابِهِمَا، وَدَعَاهُمْ حَتَّى بَدَؤُوهُ فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ صَلاَةِ الظُّهْرِ، فَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَوْلَ الْجَمَلِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ كَانَ يَذُبُّ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ تُتِمُّوا جَرِيحًا وَلاَ تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَلْقَى سِلاَحَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمْ يَكُنْ قِتَالُهُمْ إِلاَّ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ وَحْدَهَا‏.‏

فَجَاؤُوا بِالْغَدِ يُكَلِّمُونَ عَلِيًّا فِي الْغَنِيمَةِ فقرأ علَيَّ هَذِهِ الآيَةُ، فَقَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَمَّا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ‏}‏ أَيُّكُمْ لِعَائِشَةَ فَقَالُوا‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، أُمُّنَا، فَقَالَ‏:‏ أَحَرَامٌ هِيَ، قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ بَنَاتِهَا مَا يَحْرُمُ مِنْهَا

قَالَ‏:‏ أَفَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَعْتَدِدْنَ مِنَ الْقَتْلَى أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ أَفَلَيْسَ لَهُنَّ الرُّبُعُ وَالثُمَّنُ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ، قَالُوا‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَا بَالُ الْيَتَامَى لاَ يَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا قَنْبَرُ، مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ، قَالَ زَيْدٌ‏:‏ فَرَدَّ مَا كَانَ فِي الْعَسْكَرِ وَغَيْرِهِ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَقَالَ عَلِيٌّ لِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ‏:‏ أَلَمْ تُبَايِعَانِي ‏؟‏ فَقَالاَ‏:‏ نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لَيْسَ عِنْدِي دَمُ عُثْمَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عمر بْنُ قَيْسٍ‏:‏ فَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا نَادَى قَنْبَرٌ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ‏,‏ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى قِدْرٍ لَنَا وَنَحْنُ نَطْبُخُ فِيهَا فَأَخَذَهَا، فَقُلْنَا‏:‏ دَعْهَا حَتَّى يَنْضَجَ مَا فِيهَا، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ، ثُمَّ أَخَذَهَا‏.‏

38989- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ أَبُو مُوسَى، وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ، فَقَالاَ‏:‏ مَا رَأَيْنَا مِنْك مُنْذُ أَسْلَمْت أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ، فَقَالَ عَمَّارٌ‏:‏ مَا رَأَيْت مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ، قَالَ‏:‏ فَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّلاَةِ جَمِيعًا‏.‏

38990- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ‏:‏ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ‏:‏ أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ يَوْمِ الْجَمَلِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَالَ الْحَسَنُ‏:‏ لَقَدْ رَأَيْته حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ‏:‏ يَا حَسَنُ، لَوَدِدْت أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ حِجَّةً‏.‏

38991- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ‏:‏ قُتِلَ مِنَّا يَوْمَ الْجَمَلِ خَمْسُونَ رَجُلاً حَوْلَ الْجَمَلِ قَدْ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ‏.‏

2- باب ما ذكِر فِي صِفِّين‏

38992- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا يزيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ، أَوْ كَانَتْ شَكَّ يَحْيَى رَايَةُ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَكَانَ رَجُلاً أَعْوَرَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ عَمَّارٌ يَقُولُ‏:‏ أَقْدِمْ يَا أَعْوَرُ، لاَ خَيْرَ فِي أَعْوَرَ، لاَ يَأْتِي الْفَزَعُ فَيَسْتَحِي فَيَتَقَدَّمُ، قَالَ‏:‏ يَقُولُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ‏:‏ إنِّي لأَرَى لِصَاحِبِ الرَّايَةِ السَّوْدَاءِ عَمَلاً لَئِنْ دَامَ عَلَى مَا أَرَى لَتُفَانَنَّ الْعَرَبُ الْيَوْمَ، قَالَ‏:‏ فَمَا زَالَ أَبُو الْيَقظَانِ حَتَّى كَفَّ بَيْنَهُمْ، قَالَ‏:‏ وَهُوَ يَقُولُ كُلُّ الْمَاءِ وِرْدَ، والماء مورود، صَبْرًا عِبَادَ اللهِ، الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ‏.‏

38993- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الأَجْدَعِ اللَّيْثِي، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ كَانَ عَمَّارٌ يَخْرُجُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، وَقَدْ أُخْرِجَتِ الرَّايَاتُ، فَيُنَادِي حَتَّى يُسْمِعَهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ رُوحُوا إِلَى الْجَنَّةِ، قَدْ تَزَيَّنَتِ الْحُورُ الْعِينُ‏.‏

38994- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْوَضِيء، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ‏:‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ تَكْتَنِفَهُ الْحُورُ الْعِينُ فَلْيَتَقَدَّمْ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ مُحْتَسِبًا، فَإِنِّي لأَرَى صَفًّا لَيَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبًا يَرْتَابُ مِنْهُ الْمُبْطِلُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْت أَنَّا عَلَى الْحَقِّ‏,‏ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلاَلَةِ‏.‏

38995- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ‏:‏ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يُبْلِغُونَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى الْحَقِّ‏,‏ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ‏.‏

38996- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ رياح بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ، وَرُكْبَتِي تَمَسُّ رُكْبَتَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ كَفَرَ أَهْلُ الشَّامِ، فَقَالَ عَمَّارٌ‏:‏ لاَ تَقُولُوا ذَلِكَ نَبِيُّنَا وَنَبِيُّهُمْ وَاحِد، وَقِبْلَتُنَا وَقِبْلَتُهُمْ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ مَفْتُونُونَ جَارُوا عَنِ الْحَقِ، فَحَقَّ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاتِلَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إلَيْهِ‏.‏

38997- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ رَيَاحٌ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَمَّارٌ‏:‏ لاَ تَقُولُوا‏:‏ كَفَرَ أَهْلُ الشَّامِ، وَلَكِنْ قُولُوا‏:‏ فَسَقُوا ظَلَمُوا‏.‏

38998- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَيَاحٍ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ‏:‏ لاَ تَقُولُوا‏:‏ كَفَرَ أَهْلُ الشَّامِ وَلَكِنْ قُولُوا‏:‏ فَسَقُوا ظَلَمُوا‏.‏

38999- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ‏:‏ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَبُو المَيْسَرَةَ عَمْرَو بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ كَأَنِّي أُدْخِلْت الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قِبَابًا مَضْرُوبَةً، فَقُلْتُ‏:‏ لِمَنْ هَذِهِ ‏؟‏ فَقِيلَ‏:‏ هَذِهِ لِذِي الْكَلاَعِ وَحَوْشَبٍ، وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ، قَالُوا‏:‏ أَمَامَك قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ إنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ، قَالَ‏:‏ فَقِيلَ‏:‏ لَقُوا بَرَحًا‏.‏

39000- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَصَرِيِّ، قَالَ‏:‏ إنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إذْ أَتَاهُ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ‏:‏ أَنَا قَتَلْتُهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو‏:‏ لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ‏:‏ أَلاَ تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَك يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُك مَعَنا، قَالَ‏:‏ إنِّي مَعَكُمْ وَلَسْت أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ أَطِعْ أَبَاك مَا دَامَ حَيًّا وَلاَ تَعْصِهِ، فَأَنَا مَعَكُمْ، وَلَسْت أُقَاتِلُ‏.‏

39001- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا عَلِيٌّ آخِذٌ بِيَدِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ يُطَوِّفُ فِي الْقَتْلَى إذْ مَرَّ بِرَجُلٍ عَرَفْته، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَهْدِي بِهَذَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، قَالَ‏:‏ وَالآنَ‏.‏

39002- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الْقَعْقَاعِ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا عَلَى بَغْلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الشَّهْبَاءِ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى‏.‏

39003- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا صَلْهَبٌ الْفَقْعَسِيُّ أَبُو أَسَدٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ‏:‏ مَا كَانَتْ أَوْتَادُ فَسَاطِيطِنَا يَوْمَ صِفِّينَ إِلاَّ الْقَتْلَى، وَمَا كُنَّا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْكُلَ الطَّعَامَ مِنَ النَّتِنِ، قَالَ‏:‏ وَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ مَنْ دَعَا إِلَى الْبَغْلَةِ يَوْمِ كُفْرِ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ مِنَ الْكُفْرِ فَرُّوا‏.‏

39004- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حكمِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ لَقَدْ أَشَرَعُوا رِمَاحَهُمْ بِصِفِّينَ وَأَشْرَعْنَا رِمَاحَنَا، وَلَوْ أَنَّ بَيْنَنَا إنْسَانًا يَمْشِي عَلَيْهَا لَفَعَلَ‏.‏

39005- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَاتَلَ مُعَاوِيَةَ سَبَقَهُ إِلَى الْمَاءِ، فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُمْ، فَإِنَّ الْمَاءَ لاَ يُمْنَعُ‏.‏

39006- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ يَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

39007- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُهَلَّبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يقول يَوْمَ صِفِّينَ وَهُوَ عَاضٌّ عَلَى شَفَتِهِ‏:‏ لَوْ عَلِمْت أَنَّ الأَمْرَ يَكُونُ هَكَذَا مَا خَرَجْت، اذْهَبْ يَا أَبَا مُوسَى فَاحْكُمْ وَلَوْ حزَّ عُنُقِي‏.‏

39008- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لأَبِي مُوسَى‏:‏ احْكُمْ وَلَوْ تحزُّ عُنُقِي‏.‏

39009- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ يَمْلِكُ أَبَدًا، فَتَكَلَّمَ بِأَشْيَاءَ كَانَ لاَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَحَدَّثَ بِأَحَادِيثَ كَانَ لاَ يَتَحَدَّثُ بِهَا، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَكْرَهُوا إمَارَةَ مُعَاوِيَةَ، وَاللهِ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوهُ لَقَدْ رَأَيْتُمَ الرُّؤُوسَ تَنْزُو مِنْ كَوَاهِلِهَا كَالْحَنْظَلِ‏.‏

39010- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، قَالَ سَمِعْت حُجْرٌ بْنَ عَنْبَسٍ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لِعَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ‏:‏ قَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَرْسِلُوا إِلَى الأَشْعَثِ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ، فَقَالَ‏:‏ ائْتُونِي بِدِرْعِ ابْنِ سَهَرٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي بِرَاءٍ فَصَبَّهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَزَالَهُمْ عَنِ الْمَاءِ‏.‏

39011- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ لِلْحَكَمَيْنِ‏:‏ عَلَى أَنْ تَحْكُمَا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَكِتَابُ اللهِ كُلُّهُ لِي، فَإِنْ لَمْ تَحْكُمَا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ فَلاَ حُكُومَةَ لَكُمَا‏.‏

39012- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ جَعْفَرًا، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ إِنْ تَحْكُمَا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ فَتُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ وَتُمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ وَلاَ تَزِيغَا‏.‏

39013- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ يَذْكُرُ عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ سَلَبَهُ وَكَانَ مَالاً‏.‏

39014- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ عَلِيٌّ إِذَا أُتِيَ بِأَسِيرِ يوم صِفِّينَ أَخَذَ دَابَّتَهُ وَسِلاَحَهُ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَعُودَ، وَخَلَّى سَبِيلَهُ‏.‏

39015- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ بَلَغَ الْقَتْلَى يَوْمَ صِفِّينَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَمَا قَدَرُوا عَلَى عَدِّهِمْ إِلاَّ بِالْقَصَبِ، وَضَعُوا عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ قَصَبَةً، ثُمَّ عَدُّوا الْقَصَبَ‏.‏

39016- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا كَيْسَانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَوْلاَيَ يَزِيدُ بْنُ بِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ، فَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِالأَسِيرِ، قَالَ‏:‏ لَنْ أَقْتُلَك صَبْرًا، إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَكَانَ يَأْخُذُ سِلاَحَهُ وَيُحَلِّفُهُ‏:‏ لاَ يُقَاتِلُهُ، وَيُعْطِيهِ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ‏.‏

39017- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لَهُ‏:‏ أَشْهَدْت صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَبِئْسَت الصفُّونَ كَانَتْ‏.‏

39018- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ‏}‏ قَالَ‏:‏ بِالسَّيْفِ، قَالَ قُلْتُ‏:‏ فَمَا قَتلاَهُمْ، قَالَ‏:‏ شُهَدَاءُ مَرْزُوقُونَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَمَا حَالُ الأُخْرَى أَهْلِ الْبَغْيِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ، قَالَ‏:‏ إِلَى النَّارِ‏.‏

39019- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ قَاضِيًا مِنْ قُضَاةِ الشَّامِ أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رُؤْيَا أَفْظَعَتْنِي، قَالَ‏:‏ مَا هِيَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يَقْتَتِلاَنِ، وَالنُّجُومُ مَعَهُمَا نِصْفَيْنِ، قَالَ‏:‏ فَمَعَ أَيَّتِهِمَا كُنْت، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ الْقَمَرِ عَلَى الشَّمْسِ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً‏}‏ فَانْطَلِقْ فَوَاللهِ لاَ تَعْمَلُ لِي عَمَلاً أَبَدًا، قَالَ عَطَاءٌ‏:‏ فَبَلَغَنِي، أَنَّهُ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ‏.‏

39020- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ شَهِدَ صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ فِي بَعْضِ تِلْكَ اللَّيَالِي، فَنَظَرَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُمْ، فَأُتِي عَمَّارٌ فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ جُرُّوا لَهُ الْخَطِيرَ مَا جَرَّهُ لَكُمْ، يَعْنِي سَعْدًا رحمه الله‏.‏

39021- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طِوَالاً وَيَدَاهُ تَرْتَعِشُ وَبِيَدِهِ الْحَرْبَةُ، فَقَالَ‏:‏ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْت أَنَّ مُصْلِحِيَنَا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ‏.‏

39022- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عُمَر بْنُ شُعَيْبٍ، أَخُو عَمْرو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا رَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ عَنْ صِفِّينَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ‏:‏

شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْت لَهَا *** مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَلْوِيَّ الثَّبَجْ‏.‏

يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ فَإِذَا *** وَنَتِ الْخَيْلُ مِنَ الثَّجِّ مَعَجْ

جُرْشُعٌ أَعْظَمُهُ جُفْرَتُهُ *** فَإِذَا ابْتَلَّ مِنَ الْمَاءِ حدج‏.‏

قالَ‏:‏ وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو شِعرًا‏:‏

لَوْ شَهِدَتْ جُمْلٌ مَقَامِي *** بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ‏.‏

عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ *** سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ‏.‏

وَجِئْنَاهُمْ نُرْدِي كَأَنَّ صُفُوفَنَا *** مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ‏.‏

فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ *** سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تُوَلَّى الْمَنَاكِبُ‏.‏

إذَا قُلْتَ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا *** كَتَائِبُ مِنْهُمْ فَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ‏.‏

فَقَالُوا لَنَا‏:‏ إنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا *** عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نَرَى أَنْ تُضَارِبوا‏.‏

39023- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ جُنْدُبًا كَانَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ، فقَالَ حَمَّادٌ‏:‏ لَمْ يَكُنْ يُقَاتِلُ‏.‏

39024- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لَهُ‏:‏ شَهِدَ عَلْقَمَةُ صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وخَضَّبَ سَيْفَهُ وَقَتَلَ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ قَيْسٍ‏.‏

39025- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ رَجَعَ عَلْقَمَةُ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ خَضَّبَ سَيْفَهُ مَعَ عَلِيٍّ‏.‏

39026- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلاَّ أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا‏.‏

39027- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ سَمِعَهُ يَقُولُ‏:‏ رَأَيْت عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ شَيْخًا آدَمَ طِوَالاً آخِذٌ حَرْبَةً بِيَدِهِ وَيَدُهُ تُرْعَدُ، فَقَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْت أَنَّ مَصْلَحَتَنَا عَلَى الْحَقِّ‏,‏ وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ‏.‏

39028- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إنِّي لَخَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ إذْ رَأَيْت ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ جَاءَ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ فِي أَمْرِ الْحَكَمَيْنِ فَدَخَلَ دَارَ سُلَيْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَدَخَلْت مَعَهُ، فَمَا زَالَ يُرْمَى إلَيْهِ بِرَجُلٍ، ثُمَّ رَجُل بَعْدَ رَجُلٍ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ

كَفَرْت وَأَشْرَكْت وَنَدَّدْت، قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا، وَقَالَ اللَّهُ كَذَا، وَقَالَ اللَّهُ كَذَا حَتَّى دَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ وَمَنْ هُمْ‏,‏ هُمْ وَاللهِ السِّنُّ الأُوَلُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، هُمْ وَاللهِ أَصْحَابُ الْبَرَانِسِ وَالسَّوَارِي‏.‏

2- قَالَ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ انْظُرُوا أَخْصَمَكُمْ وَأَجْدَلَكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِحُجَّتِكُمْ، فَلْيَتَكَلَّمْ، فَاخْتَارُوا رَجُلاً أَعْوَرَ يُقَالُ لَهُ‏:‏ عَتَّابٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ، فَقَامَ، فَقَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ كَذَا، وَقَالَ اللَّهُ كَذَا كَأَنَّمَا يَنْزِعُ بِحَاجَتِهِ مِنَ الْقُرْآنِ فِي سُورَةٍ وَاحِدَةٍ‏.‏

3- قَالَ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ إنِّي أَرَاك قَارِئًا لِلْقُرْآنِ عَالِمًا بِمَا قَدْ فَصَّلْت وَوَصَلْت، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ سَأَلُوا الْقَضِيَّةَ فَكَرِهْنَاهَا وَأَبَيْنَاهَا، فَلَمَّا أَصَابَتْكُمُ الْجِرَاحُ وَعَضَّكُمُ الأَلَمُ وَمُنِعْتُمْ مَاءَ الْفُرَاتِ أَنْشَأْتُمْ تَطْلُبُونَهَا، وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ أَنَّهُ أُتِيَ بِفَرَسٍ بَعِيدِ الْبَطْنِ مِنَ الأَرْضِ لِيَهْرُبَ عَلَيْهِ، حتى أَتَاهُ آتٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ‏:‏ إنِّي تَرَكْت أَهْلَ الْعِرَاقِ يَمُوجُونَ مِثْلَ النَّاسِ لَيْلَةَ النَّفْرِ بِمَكَّةَ، يَقُولُونَ مُخْتَلِفِينَ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِثْلُ لَيْلَةِ النَّفْرِ بِمَكَّةَ‏.‏

4- قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَيَّ رَجُلٍ كَانَ أَبُو بَكْرٍ ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ خَيْرًا وَأَثْنَوْا، فَقَالَ‏:‏ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏؟‏ فَقَالُوا خَيْرًا وَأَثْنَوْا، فَقَالَ‏:‏ أَفَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلاً خَرَجَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَأَصَابَ ظَبْيًا، أَوْ بَعْضَ هَوَامِّ الأَرْضِ فَحَكَمَ فِيهِ أَحَدُهُمَا وَحْدَهُ، أَكَانَ لَهُ، وَاللَّهُ يَقُولُ ‏{‏يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ‏}‏ فَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ الأُمَّةِ أَعْظَمُ، يَقُولُ‏:‏ فَلاَ تُنْكِرُوا حَكَمَيْنِ فِي دِمَاءِ الأُمَّةِ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَتْلِ طَائِرٍ حَكَمَيْنِ، وَقَدْ جَعَلَ بَيْنَ اخْتِلاَفِ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ حَكَمَيْنِ لإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ بَيْنَهُمَا فِيمَا اخْتَلَفَا فِيهِ‏.‏

39029- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ عَلَى النَّاسِ فَخَطَبَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَرَأَى فِيهِمْ قِلَّةً، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، إنَّا نَعْلَمُ وَاللهِ، أَنَّ مِنْكُمُ الْكَارِهَ لِهَذَا الْوَجْهِ وَالْمُتَثَاقِلَ، عَنْهُ، اخْرُجُوا فَمَنْ خَرَجَ فَهُوَ آمِنٌ، وَاللهِ مَا نَعُدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْغَارَانِ يَتَّقِي أَحَدُهُمَا الآخَرَ، وَلَكِنْ نَعُدُّهَا عَافِيَةً أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَيَجْمَعَ أُلْفَتَهَا، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ عُثْمَانَ، وَمَا نَقَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوهُ وَذَنْبَهُ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُعَذِّبُهُ، أَوْ يَعْفُو عَنْهُ، وَلَمْ يُدْرِكوا الذي طلبوا إذْ حَسَدُوهُ مَا آتَاهُ اللَّهُ إيَّاهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ، قَالَ له‏:‏ أَنْتَ الْقَائِلُ مَا بَلَغَنِي عَنْك يَا فَرُّوخُ، إنَّك شَيْخٌ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُك، قَالَ‏:‏ لَقَدْ سَمَّتْنِي أُمِّي بِاسْمٍ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، أَذَهَبَ عَقْلِي وَقَدْ وَجَبَتْ لِي الْجَنَّةُ مِنَ اللهِ وَمِنْ رَسُولِهِ، تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِي فَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الآخَرَ

فَالآخَرُ شَرٌّ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا كَانَ بِالسِّيلِحِين، أَوْ بِالْقَادِسِيَّةِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَظُفْرَاهُ يَقْطُرَانِ، يُرَى أَنَّهُ قَدْ تَهَيَّأَ لِلإِحْرَامِ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ وَأَخَذَ بِمُؤَخِّرِ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ قَامَ إلَيْهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالُوا‏:‏ لَوْ عَهِدْت إلَيْنَا يَا أَبَا مَسْعُودٍ، فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ، قَالَ‏:‏ فَأَعَادُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَسْتَرِيحُ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ‏.‏

39030- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ مَا زَالَ جَدِّي كَافًّا سِلاَحَهُ يَوْمَ صِفِّينَ وَيَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى قُتِلَ عَمَّارٌ، فَلَمَّا قُتِلَ سَلَّ سَيْفَهُ وَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ‏.‏

39031- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

39032- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ دَعَا عَمَّارٌ بِشَرْبَةِ لَبَنٍ فَشَرِبَهَا، وَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ لِي‏:‏ إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ‏.‏

39033- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ عَلِيًّا يَوْمَ صِفِّينَ وَمَعَهُ سَيْفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذُو الْفِقَارِ، قَالَ‏:‏ فَنَضْبِطُهُ فَيَفْلِتُ فَيَحْمِلُ عَلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَجِيءُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ، قَالَ، فَجَاءَ بِسَيْفِهِ قَدْ تَثَنَّى، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذَا يَعْتَذِرُ إلَيْكُمْ‏.‏

39034- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الْحَكَمَ‏:‏ هَلْ شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ صِفِّينَ، قَالَ‏:‏ لاَ وَلَكِنْ شَهِدَ يَوْمَ النَّهْرِ‏.‏

39035- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى يَوْمِ صِفِّينَ، فَقَالَ‏:‏ قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَيَصِيرُ الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ‏.‏

3- ما ذكِر فِي الخوارِجِ‏.‏

39036- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ ذُكِرَ الْخَوَارِجُ، قَالَ‏:‏ فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، أَوْ مُودَنُ، أَوْ مُثَدَّنُ الْيَدِ‏,‏ لَوْلاَ أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إيْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ‏.‏

39037- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذْكُرُ هَؤُلاَءِ الْخَوَارِجَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ‏.‏

39038- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ‏,‏ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنْ قَتَلَهُمْ أَجْرٌ عِنْدَ اللهِ‏.‏

39039- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ‏.‏

39040- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ ذَكَرُوا الْخَوَارِجَ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ‏.‏

39041- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولُ وَيَدَاهُ هَكَذَا، يَعْنِي تَرْتَعِشَانِ مِنَ الْكِبَرِ‏:‏ لَقِتَالُ الْخَوَارِجِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ قِتَالِ عدَّتِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ‏.‏

39042- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ بِنَجْدَةَ قَدْ أَقْبَلَ وَأَنَّهُ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَأَنَّهُ يَسْبِي النِّسَاءَ وَيَقْتُلُ الْوِلْدَانَ، قَالَ‏:‏ إذًا لاَ نَدَعُهُ وَذَاكَ، وَهَمَّ بِقِتَالِهِ وَحَرَّضَ النَّاسَ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ إِنَّ النَّاسَ لاَ يُقَاتِلُونَ مَعَك، وَنَخَافُ أَنْ تُتْرَكَ وَحْدَك، فَتَرَكَهُ‏.‏

39043- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتهمْ يَذْكُرُونَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَن بْنَ يَزِيدَ غَزَا الْخَوَارِجَ‏.‏

39044- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ إِنَّ بَعْدِي، أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ‏:‏ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو ابْنِ أَخِي الْغِفَارِيِّ، فَقَالَ‏:‏ وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏.‏

39045- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ الْهَمْدَانِيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللهِ نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ إلَيْنَا فَخَرَجَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدَّثَنَا إِنَّ قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، وَايْمُ اللهِ لاَ أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ‏:‏ فَرَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ يُطَاعنونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ‏.‏

39046- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى، قَالَ‏:‏ سَمِعَ عليٌّ رَجُلاً مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ الْفَجْرِ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْك وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏ قَالَ‏:‏ فَتَرَك علي سُورَتَهُ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا، قَالَ‏:‏ وَقَرَأَ‏:‏ ‏{‏فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ‏}‏‏.‏

39047- حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُرَيٍّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاؤُوا بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُؤُوسِ الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دُرْجِ الْمَسْجِد، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَنَظَرَ إلَيْهِمْ، فَقَالَ‏:‏ كِلاَبُ جَهَنَّمَ، شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، وَمَنْ قَتَلُوا خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ السَّمَاءِ، وَبَكَى وَنَظَرَ إلَيَّ، وَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا غَالِبٍ، إنَّك مِنْ بَلَدِ هَؤُلاَءِ ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ أَعَاذَك، قَالَ‏:‏ أَظُنُّهُ

قَالَ‏:‏ اللَّهُ مِنْهُمْ‏:‏ قَالَ‏:‏ تَقْرَأُ آلَ عِمْرَانَ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ ‏{‏مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏}‏ وقَالَ‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ‏}‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا أُمَامَةَ، إنِّي رَأَيْتُك تَهْرِيقُ عَبْرَتَكَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، رَحْمَةً لَهُمْ، إنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَم، قَالَ‏:‏ قد افْتَرَقَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ عَلَى وَاحِدَةٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَزِيدُ هَذِهِ الأُمَّةُ فِرْقَةً وَاحِدَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ السَّوَادَ الأَعْظَمَ عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ، وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا، وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ، السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْفُرْقَةِ وَالْمَعْصِيَةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ‏:‏ يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَمِنْ رَأْيِكَ تَقُولُ أَمْ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ إنِّي إذًا لَجَرِيءٌ، قَالَ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَيْرَ مَرَّةٍ وَلاَ مَرَّتَيْنِ حَتَّى ذَكَرَ سَبْعًا‏.‏

39048- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ نَهَى عَلِيٌّ أَصْحَابَهُ أَنْ يَبسُطُوا عَلَى الْخَوَارِجِ حَتَّى يُحْدِثُوا

حَدَثًا، فَمَرُّوا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ فَأَخَذُوهُ، فَمَرَّ بَعْضُهُمْ عَلَى تَمْرَةٍ سَاقِطَةٍ مِنْ نَخْلَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ تَمْرَةُ مُعَاهَدٍ، فَبِمَ اسْتَحْلَلْتهَا فَأَلْقَاهَا مِنْ فِيهِ، ثُمَّ مَرُّوا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَحَهُ بَعْضُهُمْ بِسَيْفِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ خِنْزِيرُ مُعَاهَدٍ، فَبِمَ اسْتَحْلَلْته، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حُرْمَةً مِنْ هَذَا، قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ أَنَا، فَقَدَّمُوهُ فَضَرَبُوا عُنُقه، فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ عَلِيٌّ أَنْ أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، فَأَرْسَلُوا إلَيْهِ‏:‏ وَكَيْفَ نُقِيدُك وَكُلُّنَا قَتَلَهُ، قَالَ‏:‏ أَوَكُلُّكُمْ قَتَلَهُ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يبْسُطُوا عَلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ وَاللهِ لاَ يُقْتَلُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ وَلاَ يَفْلِتُ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ، قَالَ‏:‏ فَقَتَلُوهُمْ، فَقَالَ‏:‏ اطْلُبُوا فِيهِمْ ذَا الثُّدَيّةِ، فَطَلَبُوهُ فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ يَعْرِفُهُ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يَعْرِفُهُ إِلاَّ رَجُلاً، قَالَ‏:‏ أَنَا رَأَيْته بِالْحِيرة، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَيْنَ تُرِيدُ، قَالَ‏:‏ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَالِي بِهَا مَعْرِفَةٌ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ صَدَقَ هُوَ مِنَ الْجَانِّ‏.‏

39049- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا لَقِيَ عَلِيٌّ الْخَوَارِجَ أَكَبَّ عَلَيْهِمَ الْمُسْلِمُونَ، فَوَاللهِ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تِسْعَةٌ حَتَّى أَفْنَوْهَمَ‏.‏

39050- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جمهان، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ دَعَوْنِي حَتَّى كِدْت أَنْ أَدْخُلَ فِيهِمْ، فَرَأَتْ أُخْتَ أَبِي بِلاَلٍ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهَا رَأَتْ أَبَا بِلاَلٍ أَهْلَبَ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَخِي، مَا شَأْنُك، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ جُعِلْنَا بَعْدَكُمْ كِلاَبَ أَهْلِ النَّارِ‏.‏

39051- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ الْخَوَارِجِ فَرَأَيْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا كَرِهْته، فَفَارَقْتهمْ عَلَى أَنْ لاَ أُكْثِرَ عَلَيْهِمْ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ إذْ رَأَوْا رَجُلاً خَرَجَ كَأَنَّهُ فَزِعٌ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ نَهْرٌ، فَقَطَعُوا إلَيْهِ النَّهْرَ، فَقَالُوا‏:‏ كَأَنَّا رُعْنَاك، قَالَ‏:‏ أَجَلْ، قَالُوا‏:‏ وَمَنْ أَنْتَ، قَالَ‏:‏ أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالُوا‏:‏ عِنْدَك حَدِيثٌ تُحَدِّثُنَاهُ، عَنْ أَبِيك، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فقَالَ‏:‏ حدثني أبي عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ فَلاَ تَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ، قَالَ‏:‏ فَقَرَّبُوهُ إِلَى النَّهَرِ فَضَرَبُوا عُنُقه فَرَأَيْتُ دَمَهُ يَسِيلُ عَلَى الْمَاءِ كَأَنَّهُ شِرَاكٌ مَا ابْذَقَرَّ بِالْمَاءِ حَتَّى تَوَارَى عَنْهُ، ثُمَّ دَعَوْا بِسُرِّيَّةٍ لَهُ حُبْلَى فَبَقَرُوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا‏.‏

39052- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَيَّانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ وَفُلاَنِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالاَ‏:‏ بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى الْخَوَارِجِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَدْعُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ عَطَاءٍ أو رَزْقٍ فِي أَمَانٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ، فَأَبَوْا وَسَبُّونَا‏.‏

39053- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا عَلِيٌّ بِالْمَدَائِنِ بِقَنْطَرَةِ الدّيزجَان، فَقَالَ‏:‏ قَدْ ذُكِرَ لِي، أَنَّ خَارِجَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِيهِمْ ذُو الثُّدَيَّةِ، وَإِنِّي لاَ أَدْرِي أَهُمْ هَؤُلاَءِ أَمْ غَيْرُهُمْ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقُوا يُلْقِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ‏:‏ لاَ تُكَلِّمُوهُمْ كَمَا كَلَّمْتُمُوهُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ، فَكَلَّمُوهُم، فَرَجَعْتُمْ، قَالَ‏:‏ فَشَجَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالرِّمَاحِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ عَلِيٍّ‏:‏ قَطِّعُوا الْعَوَالِيَ، قَالَ‏:‏ فَاسْتَدَارُوا فَقَتَلُوهُمْ وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ اثْنَا عَشَرَ، أَوْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ، فَقَالَ‏:‏ الْتَمِسُوهُ، فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا كَذَبْت وَلاَ كُذِّبْت، اعْمَلُوا وَاتَّكِلُوا، فَلَوْلاَ أَنْ تَتَّكِلُوا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لَقَدْ شَهِدَنَا نَاسٌ بِالْيَمَنِ، قَالُوا‏:‏ كَيْفَ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ‏:‏ كَانَ هُدَاهُمَ مَعَنا‏.‏

39054- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ، قَالَ سَعْدٌ‏:‏ لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ جَانَّ الرَّدْهَةِ‏.‏

39055- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَتِ الْحُكُومَةُ بِصِفِّينَ وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا رَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ، وَهُمْ فِي عَسْكَرٍ، وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ، حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ، وَمَضَوْا هُمْ إِلَى حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إلَيْهِمَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَلَّمَهُمْ فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا، فَخَرَجَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ فَكَلَّمَهُمْ حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا، فَرَجَعُوا حَتَّى دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ، فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّك رَجَعَتْ لَهُمْ عَنْ كُفرْةٍ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ وَالْجُمُعَةُ صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَخَطَبَ، فَذَكَّرَهُمْ وَمُبَايَنَتَهُمَ النَّاسَ وَأَمْرَهُمَ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ، فَعَابَهُمْ وَعَابَ أَمْرَهُمْ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ تَنَادَوْا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ حُكْمُ اللهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِنُهُمْ بِالإِشَارَةِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى أَتَاه رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ‏}‏‏.‏

39056- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْخَوَارِجُ فَذُكِرَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ، فَقَالَ‏:‏ لَيْسُوا بِأَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، ثُمَّ هُمْ يُصَلُّونَ‏.‏

39057- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَلْقَى الْخَوَارِجُ عِنْدَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ‏:‏ يُؤْمِنُونَ عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ‏.‏

39058- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَاف، قَالَ‏:‏ سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ، عَنِ الْخَوَارِجِ، فَقُلْتُ‏:‏ هُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ صَلاَةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا خَلَّفُوا الْجِسْرَ أَهْرَاقُوا الدِّمَاءَ، وَأَخَذُوا الأَمْوَالَ، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَسْأَل عنهم إِلاَّ ذَا، أَمَا إنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ‏:‏ لاَ تَقْتُلُوا عُثْمَانَ، دَعُوهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا، فَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ، وَلَمْ يُقْتَلْ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا‏.‏

39059- حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ رَجُلاً وُلِدَ لَهُ غلاَم عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَدَعَا لَهُ وَأَخَذَ بِبَشَرَةِ جَبْهَتِهِ، فَقَالَ بِهَا هَكَذَا‏:‏ وَغَمَزَ جَبْهَتَهُ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ‏:‏ فَنَبَتَت شَعْرَةٌ فِي جَبْهَتِهِ كَأَنَّهَا هلْبَةُ فَرَسٍ، فَشَبَّ الْغُلاَمُ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْخَوَارِجِ أَحَبَّهُمْ فَسَقَطَتِ الشَّعْرَةُ، عَنْ جَبْهَتِهِ، فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَقَيَّدَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَعَظْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ فِيمَا نَقُولُ‏:‏ أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَرَكَةَ دَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ وَقَعَتْ مِنْ جَبْهَتِكَ، فَمَا زِلْنَا بِهِ حَتَّى رَجَعَ، عَنْ رَأْيِهِمْ، قَالَ‏:‏ فَرَدَّ اللَّهُ إلَيْهِ الشَّعْرَةَ بَعْدُ فِي جَبْهَتِهِ وَتَابَ وَأَصْلَحَ‏.‏

39060- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ‏:‏ ذُكِرَ الْخَوَارِجُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ‏:‏ أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ‏.‏

39061- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ قَالَ‏:‏ لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ قَالَ سَعْدٌ‏:‏ لَقَدْ قَتَلَ علي جَانَّ الرَّدْهَةِ‏.‏

39062- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ سَمِعْت عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ خَارِجَةً خَرَجَتْ عَلَى حُكْمٍ، فَقَالُوا‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ إِنَّهُ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ‏:‏ لاَ إمْرَةَ، وَلاَ بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ، أَوْ فَاجِرٍ، يَعْمَلُ فِي إمَارَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ، وَيُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهِ الأَجَلَ‏.‏

39063- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ‏:‏ خَاصَمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخَوَارِجَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ مِنْهُمْ، وَأَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا، فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَجُلاً عَلَى خَيْلٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ حَيْثُ يَرْتَحِلُونَ، وَلاَ يُحَرِّكُهُمْ‏,‏ وَلاَ يُهَيِّجُهُمْ، فَإِنْ هم قَتَلُوا وَأَفْسَدُوا فِي الأَرْضِ، فَابسُطْ عَلَيْهِمْ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِنْ هُمْ لَمْ يَقْتُلُوا وَلَمْ يُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ فَدَعْهُمْ يَسِيرُونَ‏.‏

39064- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ‏:‏ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَعْبُدُونَ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فأَخَذَ سَهْمَهُ فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي قِدْحِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي الْقُذَذِ فَتَمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لاَ‏.‏

39065- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ غِيلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ‏:‏ أَرَدْت أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَبِي قِلاَبَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَاسْتَأْذَنْت عَلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَدْخُلُ، قَالَ‏:‏ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَرُورِيًّا‏.‏

39066- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ الَّذِي تَقْتُلُهُ الْخَوَارِجُ لَهُ عَشْرَةُ أنُوَرٍ، فُضِّلَ ثَمَانيَةُ أنُورٍ عَلَى نُورِ الشُّهَدَاءِ‏.‏

39067- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ إنَّهُمْ عَرَّضُوا بِغَيْرِنَا، وَلَوْ كُنْت فِيهَا وَمَعِي سِلاَحِي لَقَاتَلْت عَلَيْهَا، يَعْنِي نَجُدَة وَأَصْحَابِهِ‏.‏

39068- حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُرِئَ عَلَيْنَا‏:‏ إِنْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَقَطَعُوا السَّبِيلَ فَتَبَرَّأَ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ وَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ‏.‏

39069- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُهُ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَ اسْتَحَلُّوهُ، وَفِيمَ دَعَاهُمْ‏,‏ وَفِيمَ فَارَقُوهُ، ثُمَّ اسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ، اعْتَصَمَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ بِجَبَلٍ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ‏:‏ أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِالْمُصْحَفِ‏,‏ فَلاَ وَاللهِ لاَ يَرُدُّهُ عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ يَحْمِلُهُ يُنَادِي‏:‏ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ ‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ‏}‏، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ نَعَمْ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ‏,‏ أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ‏.‏

2- قَالَ‏:‏ فَجَاءَتِ الْخَوَارِجُ، وَكُنَّا نُسَمِّيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ، قَالَ‏:‏ فَجَاؤُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَقَالُوا‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏,‏ أَلاَ نَمْشِي إِلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ‏,‏ فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ‏:‏

َيُّهَا النَّاسُ‏,‏ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ‏,‏ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالاً لَقَاتَلْنَا‏,‏ وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ‏,‏

فَجَاءَ عُمَرُ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ‏,‏ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ‏,‏ إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا‏.‏

3- قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقَ عُمَرُ، وَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا، حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا بَكْرٍ‏,‏ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ، وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَعَلاَمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا‏.‏

4- قَالَ‏:‏ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْفَتْحِ‏,‏ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ‏,‏ أَوَ فَتْحٌ هُوَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏,‏ فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ‏.‏

5- فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ‏,‏ إِنَّ هَذَا فَتْحٌ‏,‏ فَقَبِلَ عَلِيٌّ الْقَضِيَّةَ وَرَجَعَ‏,‏ وَرَجَعَ النَّاسُ‏.‏

6- ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا بِحَرُورَاءَ، أُولَئِكَ الْعِصَابَةُ مِنَ الْخَوَارِجِ، بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا‏,‏ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ‏,‏ فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَأَتَاهُمْ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، فَنَاشَدَهُمُ اللَّهَ، وَقَالَ‏:‏ عَلاَمَ تُقَاتِلُونَ خَلِيفَتَكُمْ ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَخَافُ الْفِتْنَةَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَعَجِّلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ، مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، فَرَجَعُوا، فَقَالُوا‏:‏ نَسِيرُ عَلَى نَاحِيَتِنَا‏,‏ فَإِنْ عَلِيًّا قَبِلَ الْقَضِيَّةَ‏,‏ قَاتَلْنَا عَلَى مَا قَاتَلْنَاهُمْ يَوْمَ صِفِّينَ‏,‏ وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ‏.‏

7- فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا النَّهْرَوَانَ‏,‏ فَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ، فَجَعَلُوا يَهُدُّونَ النَّاسَ قَتْلاً، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ‏:‏ وَيْلَكُمْ، مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا،

فَبَلَغَ عَلِيًّا أَمْرُهُمْ، فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ‏:‏ مَا تَرَوْنَ‏,‏ أَتَسِيرُونَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ، أَمْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوا إِلَى ذَرَارِيكُمْ ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ لاَ‏,‏ بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ‏,‏ فَذَكَرَ أَمْرَهُمْ، فَحَدَّثَ عَنْهُمْ مَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ إِنَّ فِرْقَةً تَخْرُجُ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، تَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ‏,‏ عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ فِيهِمْ، يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ‏.‏

8- فَسَارُوا حَتَّى الْتَقَوْا بِالنَّهْرَوَانِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا‏,‏ فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ لاَ تَقُومُ لَهُمْ، فَقَامَ عَلِيٌّ، فَقَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِي، فَوَاللهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ‏,‏ وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ للهِ، فَلاَ يَكُنْ هَذَا قِتَالَكُمْ‏,‏ فَحَمَلَ النَّاسُ حَمْلَةً وَاحِدَةً شَدِيدَةً، فَانْجَلَتِ الْخَيْلُ عَنْهُمْ وَهُمْ مُكِبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ اطْلُبُوا الرَّجُلَ فِيهِمْ، قَالَ‏:‏ فَطَلَبَ النَّاسُ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ غَرَّنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى قَتَلْنَاهُمْ‏,‏ فَدَمَعَتْ عَيْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى وَهْدَةً فِيهَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَجَعَلَ يَجُرُّ بِأَرْجُلِهِمْ، حَتَّى وَجَدَ الرَّجُلَ تَحْتَهُمْ‏,‏ فَاجْتَرُّوهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ‏,‏ وَفَرِحَ النَّاسُ وَرَجَعُوا، وَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ أَغْزُو الْعَامَ‏,‏ وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقُتِلَ‏,‏ وَاسْتُخْلِفَ حَسَنٌ، فَسَارَ بِسِيرَةِ أَبِيهِ، ثُمَّ بَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ

39070- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّهْرَوَانِ لَقِيَ الْخَوَارِجَ فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى شَجَرُوا بِالرِّمَاحِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ اطْلُبُوا ذَا الثُّدَيَّةِ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ مَا كَذَبْت وَلاَ كُذِّبْت، اطْلُبُوهُ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ فِي وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْقَتْلَى، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى يَدِهِ مِثْلُ سَبَلاَتِ السِّنَّوْرِ، قَالَ‏:‏ فَكَبَّرَ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ، وَأُعْجِبَ النَّاسُ فَأُعْجِبَ عَلِيٌّ‏.‏

39071- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرُوا أَهْلَ النَّهَرِ فَسَبَّهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ تَسُبُّوهُمْ، وَلَكِنْ إِنْ خَرَجُوا عَلَى إمَامٍ عَادِلٍ فَقَاتِلُوهُمْ، وَإِنْ خَرَجُوا عَلَى إمَامٍ جَائِرٍ فَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ، فَإِنَّ لَهُمْ بِذَلِكَ مَقَالاًَ‏.‏

39072- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ،

عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ الْحَارِثِيِّ، قَالَ‏:‏ جَعَلْت أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ، فَلَقِيت أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقُلْتُ‏:‏ حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ، فَقَالَ‏:‏ أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَرَأَتْ عَيْنَاي، أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِدَنَانِيرَ فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُود، وَكَانَ يَتَعَرَّضُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يُعْطِهِ، فَأَتَاهُ فَعَرَضَ لَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، مَا عَدَلْت مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَاللهِ لاَ تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَخْرُجُ عَلَيْكُمْ رِجَالٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ هَدْيُهُمْ هَكَذَا، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إلَيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ سِيمَاهُمَ التَّحْلِيقُ، لاَ يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ثَلاَثًا، شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقُولُهَا ثَلاَثًا‏.‏

39073- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ حَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ يَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآن لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ عَلَى فُوقِهِ‏.‏

39074- حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏:‏ لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَم كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ‏.‏

39075- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالاَ‏:‏ جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْنَا‏:‏ سَمِعْت مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا، فَقَالَ‏:‏ مَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ‏:‏ يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ أَقْوَامٌ تَحْتَقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعِبَادَتَكُمْ مَعَ عِبَادَتِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ‏,‏ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ‏.‏

39076- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ،

قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُخْبِرُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، وَذَكَرَ ذَا الثُّدَيَّةِ، الَّذِي كَانَ مَعَ أَصْحَابِ النَّهَرِ، فَقَالَ‏:‏ شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ، يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ الأَشْهَبُ، أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ، عَلاَمَة فِي قَوْمٍ ظَلَمَةٍ‏.‏

فَقَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، حِينَ كَذَّبَ بِهِ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ‏:‏ وَأَرَاهُ، قَالَ‏:‏ مِنْ دُهْنٍ، يُقَالُ لَهُ الأَشْهَبُ، أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ‏.‏

39077- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا عبد اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَالَتِ الْخَوَارِجُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ‏:‏ تُرِيدُ أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمَ اللَّهُ، وَاللهِ مَا زِدْت أَنْ أَتَّخِذَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إمَامًا‏.‏

39078- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ فِي يَدِ الْخَوَارِجِ إذْ أَتَوْا عَلَى نَخْلٍ، فَتَنَاوَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ تَمْرَةً فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ أَخَذْت تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ أَهْلِ الْعَهْد، وَأَتَوْا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَحَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ قَتَلْت خِنْزِيرًا مِنْ خَنَازِيرِ أَهْلِ الْعَهْدِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقًّا مِنْ هَذَا ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ مَنْ، قَالَ‏:‏ أَنَا، مَا تَرَكْت صَلاَةً وَلاَ تَرَكْت كَذَا وَلاَ تَرَكْت كَذَا، قَالَ‏:‏ فَقَتَلُوهُ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا جَاءَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ‏:‏ أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالُوا‏:‏ كَيْفَ نُقِيدُك بِهِ وَكُلُّنَا قَدْ شَرَكَ فِي دَمِهِ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ‏.‏

39079- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ وَقَدْ كَانَ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ، وَقَالَ‏:‏ مَا يَسُرُّنِي بِهِمَا كُلُّ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ‏.‏

39080- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذِهِ الآيَةِ‏:‏ ‏{‏قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ أَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم‏,‏ وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا بِالْجَنَّةِ وَقَالُوا‏:‏ لَيْسَ فِيهَا طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ، وَلَكِنَّ الْحَرُورِيَّةَ‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمَ الْخَاسِرُونَ‏}‏ وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمَ الْفَاسِقِينَ‏.‏

39081- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ سَمِعْت مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ أَبِي عَنِ الْخَوَارِجِ، قَالَ‏:‏ هُمْ قَوْمٌ زَاغُوا فَأَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ‏.‏

39082- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّ شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ، وَابْنَ الْكَوَّاءِ خَرَجَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حَرُورَاءَ، فَأَمَرَ عَلِيٌّ النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا بِسِلاَحِهِمْ‏,‏ فَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِم عَلِيٌّ‏:‏ بِئْسَ مَا صَنَعْتُمْ حِينَ تَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ بِسِلاَحِكُمْ، اذْهَبُوا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمْرِي، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو مَرْيَمَ‏:‏ فَانْطَلَقْنَا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ، فَكُنَّا بِهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ رَجَعُوا، أَوْ أَنَّهُمْ رَاجِعُونَ‏.‏

2- قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَنْطَلِقُ أَنَا فَأَنْظُرُ إلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْت فَجَعَلْتُ أَتَخَلَّلُ صُفُوفَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى شَبَثَ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَابْنِ الْكَوَّاءِ وَهُمَا وَاقِفَانِ مُتَوَرِّكَانِ عَلَى دَابَّتَيْهِمَا، وَعِنْدَهُمْ رُسُلُ عَلِيٍّ يُنَاشِدُونَهُمَا اللَّهَ لَمَا رَجَعُوا، وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُمْ‏:‏ نُعِيذُكُمْ بِاللهِ أَنْ تُعَجِّلُوا الْفِتْنَة الْعَامِ خَشْيَةَ عَامٍ قَابِلٍ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَى بَعْضِ رُسُلِ عَلِيٍّ فَعَقَرَ دَابَّتَهُ، فَنَزَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، فَحَمَلَ سَرْجَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ، وَهُمَا يَقُولاَنِ‏:‏

مَا طَلَبْنَا إِلاَّ مُنَابَذَتَهُمْ، وَهُمْ يُنَاشِدُونَهُمَ اللَّهَ‏.‏

3- فَمَكَثُوا سَاعَةً، ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْكُوفَةِ كَأَنَّهُ يَوْمُ أَضْحَى، أَوْ يَوْمُ فِطْرٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُنَا قَبْلَ ذَلِكَ، إِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلاَم، يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، قَالَ‏:‏ فَسَمِعْت ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، قَالَ‏:‏ وَسَمِعَهُ نَافِعٌ‏:‏ الْمُخْدَج أَيْضًا، حَتَّى رَأَيْته يَتَكَرَّهُ طَعَامَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا سَمِعَهُ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ نَافِعٌ مَعَنا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ بِالنَّهَارِ، وَيَبِيتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ، وَقَدْ كَسَوْته بُرْنُسًا فَلَقِيته مِنَ الْغَدِ فَسَأَلْتُهُ‏:‏ هَلْ كَانَ خَرَجَ مَعَ النَّاسُ الَّذِينَ خَرَجُوا إِلَى حَرُورَاءَ، قَالَ‏:‏ خَرَجْت أُرِيدُهُمْ حَتَّى إِذَا بَلَغْت إِلَى بَنِي فُلاَنٍ لَقِيَنِي صِبْيَانٌ، فَنَزَعُوا سِلاَحِي، فَرَجَعْت حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَوْلُ، أَوْ نَحْوُهُ خَرَجَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ وَسَارَ عَلِيٌّ إلَيْهِمْ، فَلَمْ أَخْرُجْ مَعَهُ‏.‏

4- قَالَ‏:‏ وَخَرَجَ أَخِي أَبُو عَبْدِ اللهِ وَمَوْلاَهُ مَعَ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَلِيًّا سَارَ إلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا كَانَ حِذَاءَهُمْ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرَوَانِ أَرْسَلَ إلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمَ اللَّهَ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا، فَلَمْ تَزَلْ رُسُلُهُ تَخْتَلِفُ إلَيْهِمْ حَتَّى قَتَلُوا رَسُولَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَهَضَ إلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَلْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ مَا نَجِدُهُ حَيًّا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ مَا هُوَ فِيهِمْ، ثُمَّ

إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ وَاللهِ وَجَدْنَاهُ تَحْتَ قَتِيلَيْنِ فِي سَاقَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ اقْطَعُوا يَدَهُ الْمُخْدَجَةَ وَأْتُونِي بِهَا، فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا أَخَذَهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ رَفَعَهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ‏.‏

39083- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا أُتِيَ بِالْمُخْدَجِ سَجَدَ‏.‏

39084- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنٍ وَكَانَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ قَاتَلَهُمَ اللَّهُ، أَيُّ حَدِيثٍ شَانُوا، يَعْنِي الْخَوَارِجَ الَّذِينَ قَتَل‏.‏

39085- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَمِرٍ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا فِي الْجُمُعَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، ثُمَّ قَامُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ يُحَكِّمُونَ اللَّهَ فَأَشَارَ عَلَيْهِمْ بِيَدِهِ‏:‏ اجْلِسُوا، نَعَمْ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، كَلِمَةُ حَقٍّ يُبْتَغَى بِهَا بَاطِلٌ، حُكْمُ اللهِ يُنْتَظَرُ فِيكُمْ، الآنَ لَكُمْ عِنْدِي ثَلاَثُ خِلاَلٍ مَا كُنْتُمْ مَعَنَا، لَنْ نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكُرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَلاَ نَمْنَعُكُمْ فَيْئًا مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا، وَلاَ نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُقَاتِلُونَا، ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ‏.‏

39086- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَبِيبُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ، فقَالَ‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، ثُمَّ قَالَ آخَرُ‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ ‏{‏إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ‏}‏ فَمَا تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ يَقُولُونَ‏:‏ لاَ إمَارَةَ، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لاَ يُصْلِحُكُمْ إِلاَّ أَمِيرٌ بَرٌّ، أَوْ فَاجِرٌ، قَالُوا‏:‏ هَذَا الْبَرُّ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا بَالُ الْفَاجِرِ، فَقَالَ‏:‏ يَعْمَلُ الْمُؤْمِنُ وَيُمْلَى لِلْفَاجِرِ، وَيُبَلِّغُ اللَّهُ الأَجَلَ، وَتَأْمَنُ سُبُلَكُمْ، وَتَقُومَ أَسْوَاقُكُمْ، وَيُقسمُ فَيْؤُكُمْ وَيُجَاهَدُ عَدُوُّكُمْ وَيُؤْخَذُ للضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، أَوَ قَالَ‏:‏ مِنَ الشَّدِيدِ مِنْكُمْ‏.‏

39087- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْسِمُ مَغْنَمًا يَوْمَ حنين، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، اعْدِلْ، فَقَالَ‏:‏ هَاكَ لَقَدْ خِبْت وَخَسِرْت إِنْ لَمْ أَعْدِلْ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ أَقْتُلُهُ، فَقَالَ‏:‏ لاَ، إِنَّ لِهَذَا أَصْحَابًا يَخْرُجُونَ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، تَحْقِرُونِ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ الْمَرْأَةِ، وَكَأَنَّهَا بَضْعَةٌ تَدَرْدَرُ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ فَسَمْعُ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَبَصَرَ عَيْنِي مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ فَنَظَرْتُ إلَيْهِ‏.‏

39088- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ زوذي أَبِي كَثِيرَةَ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا عَلِيٌّ يَوْمًا، فَقَامَ الْخَوَارِجُ فَقَطَعُوا عَلَيْهِ كَلاَمُهُ، قَالَ‏:‏ فَنَزَلَ فَدَخَلَ وَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ إنِّي إنَّمَا أُكِلْت يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ مَثَلِي مَثَلُ ثَلاَثَةِ أَثْوَارٍ وَأَسَدٍ

اجْتَمَعْن فِي أَجَمَةٍ‏:‏ أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا مِنْهُنَّ اجْتَمَعْن، فَامْتَنَعَنْ مِنْهُ، فَقَالَ لِلأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَفْضَحُنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلاَّ مَكَانُ هَذَا الأَبْيَضِ، فَخَلِّيَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى آكُلَهُ، ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتُمَا فِي هَذِهِ الأَجَمَةِ، فَلَوْنُكُمَا عَلَى لَوْنِي وَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكُمَا قَالَ‏:‏ فَفَعَلاَ قَالَ‏:‏ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ قَتَلَهُ‏.‏

2- قَالَ‏:‏ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا اجْتَمَعَا، فَامْتَنَعَا مِنْهُ، فَقَالَ لِلأَحْمَرِ‏:‏ يَا أَحْمَرُ، إِنَّهُ لاَ يُشْهِرُنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلاَّ مَكَانُ هَذَا الأَسْوَد، فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى آكُلَهُ، ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتَ، فَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ وَلَوْنُك عَلَى لَوْنِي، قَالَ‏:‏ فَأَمْسَكَ عَنْهُ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ قَتَلَهُ‏.‏

3- ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ لِلأَحْمَرِ‏:‏ يَا أَحْمَرُ، إنِّي آكُلُك، قَالَ‏:‏ تَأْكُلُنِي، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ إِمَّا لاَ فَدَعَنْي حَتَّى أُصَوِّتَ ثَلاَثَةَ أَصْوَاتٍ، ثُمَّ شَأْنُك بِي، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ إنِّي إنَّمَا أُكِلْت يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَلاَ وَإِنِّي إنَّمَا وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَان‏.‏

39089- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ‏:‏ خَمَّسَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرِ‏.‏

39090- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ عَلِيًّا قَسَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ رَقِيقَ أَهْلِ النَّهَرِ وَمَتَاعَهُمْ كُلَّهُ‏.‏

39091- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ أَمْوَالِ الْخَوَارِجِ، فقَالَ‏:‏ لَيْسَ فِيهَا غَنِيمَةٌ وَلاَ غُلُولٌ‏.‏

39092- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ فَزَعَ الْمَسْجِدُ حِينَ أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرِ‏.‏

39093- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي قِتَالِ الْخَوَارِجِ‏:‏ لَهُوَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ قَتْلِ الدَّيْلَمِ‏.‏

39094- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ‏:‏ يَتِيهُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مُحَلَّقَةٌ رُؤُوسُهُمْ‏.‏

39095- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ‏:‏ حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا مَنَعَ عَلِيٌّ الْحَكَمَيْنِ، قَالَ أَهْلُ الْحَرُورَاءِ‏:‏ مَا تُرِيدُ أَنْ نُجَامِعَ لِهَؤُلاَءِ، فَخَرَجُوا فَأَتَاهُمْ إبْلِيسُ، فَقَالَ‏:‏ أَيْنَ كَانَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ فَارَقْنَا مُسْلِمِينَ لَبِئْسَ الرَّأْيُ رَأْيُنَا، وَلَئِنْ كَانُوا كُفَّارًا لَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نتناولهم، قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ فَوَثَبَ عَلَيْهِمْ أَبُو الْحَسَنِ فَجَذَّهُمْ جَذًّا‏.‏

39096- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عِنْدِي غُلاَمًا لِي أُرِيدُ بَيْعَهُ، قَدْ أُعْطِيتُ بِهِ سِتَّ مِئَةِ دِرْهَمٍ، وَقَدْ أَعْطَانِي بِهِ الْخَوَارِجُ، ثَمَانَ مِئَةٍ، أَفَأَبِيعُهُ مِنْهُمْ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنْتُ بَائِعَهُ مِنْ يَهُودِيٍّ، أَوْ نَصْرَانِيٍّ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَبِعْهُ مِنْهُمْ‏.‏

39097- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ‏,‏ حَدَّثَنَا مُفَضَّل بْنُ مُهَلْهِلٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهَرِ أمُشْرِكُونَ هم ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا، قِيلَ‏:‏ فَمُنَافِقُونَ هُمْ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً، قِيلَ لَهُ‏:‏ فَمَا هُمْ، قَالَ‏:‏ قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا‏.‏

39098- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُفَضَّل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَرْفَجَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا جِيءَ عَلِيٌّ بِمَا فِي عَسْكَرِ أَهْلِ النَّهَرِ، قَالَ‏:‏ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذُوهُ إِلاَّ قِدْرًا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ رَأَيْتهَا بَعْدُ قَدْ أُخِذَتْ‏.‏

Donation Donation Donation
Previous Post

في تناقضات الخطاب الوهابي

Next Post

كِتَابُ الْفِتَنِ

Related Posts

كتاب الأَوَائِلِ

March 3, 2021

كِتَابُ الْمَغَازِي‏

March 2, 2021

كِتَابُ الْفِتَنِ

March 2, 2021

مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ لَمْ يُسَمَّ بِاسْمِهِ

February 21, 2021
Next Post

كِتَابُ الْفِتَنِ

Sunna Files Website

يتميز موقعنا بطابع إخباري، إسلامي، وثقافي، وهو مفتوح للجميع مجانًا. يشمل موقعنا المادة الدينية الشرعية بالإضافة الى تغطية لأهم الاحداث التي تهم العالم الإسلامي. يخدم موقعنا رسالة سامية، وهو بذلك يترفّع عن أي انتماء إلى أي جماعة أو جمعية أو تنظيم بشكل مباشر أو غير مباشر. إن انتماؤه الوحيد هو لأهل السنة والجماعة.

Follow Us

  • Privacy & Policy

2024 Powered By OK Design Web Design Solutions.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language

2024 Powered By OK Design Web Design Solutions.