عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك عندي مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيء أبدا
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحى، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وإن أحب أموالي إلي بيرحى، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه
وقيل: مرض قيس بن سعد بن عبادة، فاستبطأ إخوانه، فقيل له: إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال: أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر مناديا فنادى: من كان عليه لقيس بن سعد حق فهو منه بريء، قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من زاره وعاده
وقال عطاء: (ما رأيت مجلسا قط أكرم من مجلس ابن عباس، أكثر فقها، وأعظم جفنة، إن أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النحو عنده، وأصحاب الشعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلهم، يصدرهم في واد واسع)
– (وعن أبان بن عثمان قال: أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عباس، فأتى وجوه قريش فقال: يقول لكم عبيد الله: تغدوا عندي اليوم، فأتوه حتى ملئوا عليه الدار، فقال: ما هذا؟ فأخبر الخبر، فأمر عبيد الله بشراء فاكهة، وأمر قوما فطبخوا وخبزوا، وقدمت الفاكهة إليهم، فلم يفرغوا منها حتى وضعت الموائد، فأكلوا حتى صدروا، فقال عبيد الله لوكلائه: أو موجود لنا هذا كل يوم؟ قالوا: نعم، قال فليتغد عندنا هؤلاء في كل يوم)
وقال الأصمعي: حدثنا ابن عمران قاضي المدينة، أن طلحة كان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الطلحات، وأنه فدى عشرة من أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنه سئل برحم، فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم، وقد بعت حائطا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه
– وقال المدائني: إنما سمي طلحة بن عبيد الله الخزاعي: طلحة الطلحات، لأنه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوجهم، فكل مولود له سماه طلحة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website