يتسائل بعض الناس لماذا نحذر من أفكار سيد قطب التي يعتنقها تنظيم حزب الإخوان, فالجواب هو إنّنا نحذّر منه لأنه نشر أفكار تكفيرية شاذة و غيرها من الأفكار, منها أنه فسر الآية “ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون” تفسيراً يخالف تفسير الصحابة، التفسير الذي ثبت عن الصحابة بالإسناد الصحيح المعتبر خالف، ماذا قال هو؟ قال هذه الآية تحكم بكفر أي انسان منكم يحكم بغير الشّرع ولو في حكم واحد ومن هنا قال البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يردّدون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلماتِ لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع ارتدوا الى عبادة العباد، جعلهم كفاراً، حكم على الجملة بالردة لأنهم يعايشون ويسالمون حكامهم الذين يحكمون بالقانون، ولا يوجد اليوم على وجه الأرض دولة اسلامية إلا وعندها من الأحكام القانونية عدد، على قوله هذا الرؤساء أكفر ومن سايرهم وعايشهم ولم يثر عليهم فهم كفارٌ أيضاً كرؤسائهم.
وأصحاب رسول الله ثبت عن بعضهم وهو البراء بن عازب انه قال هذه الآيات الثلاث نزلت في الكفار هذه الآية والآيتان اللتان تليانها كل نزلت في الكفار هكذا قال سيدنا البراء بن عازب صاحب رسول الله المشهور، رواه مسلم في الصحيح.
وهناك في كتاب المستدرك للحاكم باسناد صححه هو والذهبي ان عبد الله ابن عباس قال ليس بالكفر الذي تذهبون اليه الكفر الذي ينقل عن الملة بل كفرٌ دون كفر، “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” ولم يصحّ عن أحد من الصحابة بالاسناد المعتبر تفسير غير هذا، فتبين أن سيد قطب مخالف في تفسيره لهذه الآية الصحابة ومن تبعهم، فهذا سيد قطب في مسألته هذه وافق الخوارج لأن طائفةً من الخوارج التي مضى عليها زمان طويل منذ وجدت لها اسم خاص من بين الخوارج الذين فرقهم بلغ عددها عشرين فرقة هذه الفرقة الواحدة من هؤلاء العشرين فرقة قالت الملك إذا كان يحكم بغير الشرع هو كافر وأتباعه كلهم كفار سيد قطب ليس له سلف إلا هذا الخارجي إذا ذهب اليه ليس له موافق من بين علماء الإسلام الا هذا الضال المضل الخارجي، وقد ثبت في الخوارج أحاديث فيها الأمر بقتالهم وذكر الأجر العظيم لمن قاتلهم رواه البخاري وغيره.
وبئس السلف والخلف هذان، وقد ورد في صفة الخوارج: “فمن أدركهم فليقاتلهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلَهُم“.
