ألقت الشرطة في ولاية أوتار براديش الهندية القبض على رجل مسلم بزعم محاولته دفع امرأة هندوسية إلى اعتناق الإسلام.
ويُعد الرجل أول من يتم اعتقاله بموجب قانون جديد لمكافحة تغيير الانتماء الديني، يستهدف “جهاد الحب”، وهو مصطلح تستخدمه جماعات هندوسية متشددة لاتهام رجال مسلمين بمحاولة جعل النساء الهندوسيات يعتنقن الإسلام.
وأثار القانون موجة من الغضب، ووصفه منتقدوه بأنه معاد للإسلام. وتعكف أربع ولايات هندية أخرى على الأقل على صياغة قوانين لمكافحة ما سمّوه “جهاد الحب”.
وبموجب القانون الجديد، تصل العقوبة إلى السجن 10 سنوات، ولا يجوزحسب قولهم الإفراج عن المتهمين بكفالة.
ما هو قانون المسمى “جهاد الحب”؟
في نوفمبر/ تشرين الثاني، أصبحت ولاية أوتار براديش أول ولاية تصدر قانونا ضد تغيير الانتماء الديني.
لكنها قد لا تكون الأخيرة، إذ قالت أربع ولايات أخرى على الأقل – وهي ماديا براديش وهاريانا وكارناتاكا وآسام – إنها تخطط لسن قوانين ضد “جهاد الحب”.
وتخضع جميع الولايات الخمس لحكم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، المتهم بتطبيع المشاعر المعادية للمسلمين.
وقد وصف نقاد القانون بأنه رجعي ومهين، وعبر كثيرون عن قلقهم من أن مثل هذه القوانين ستؤدي إلى سوء الاستخدام والمضايقات لأن “جهاد الحب” كان يُنظر إليه دائما على أنه مصطلح تستخدمه الجماعات الهندوسية اليمينية المتطرفة.
لماذا تعادي الهندوسية الإسلام؟
بعد اندحار البوذية في شبه القارة الهندية ظهر الإسلام منقذاً للشعب الهندي ولاسيما لدى الطبقات المقهورة حسب التقسيم الطبقي للهندوسية، ثم ازداد إقبال الناس على الإسلام في العقدين الثاني والثامن من القرن العشرين، وكان زعماء الهندوسية يزعمون أن المسلمين ينصهرون في نظام الطبقات السائد في البلاد، ولكن الأحداث جاءت خلاف ما زعموا، وتهيأت الظروف لانتشار الإسلام، مما شكل خطراً كبيراً على الهندوس العنصريين، ومن هنا بدؤوا يعادون المسلمين ويحاربون الإسلام.
وتتلخص عوامل هذا العداء في النقاط التالية:
1 – أن مسلمي الهند لم ينصهروا في نظام الشرك السائد في البلاد، بل حافظوا على كيانهم بوصفهم طبقة داعية إلى الله.
2 – تحولت الطبقات (المقهورة) الخاضعة للعنصريين إلى الإسلام بسرعة فائقة.
3 – حدثت صحوة سياسية قوية في الطبقات المقهورة حتى بدأت تجاري العنصريين في الوصول إلى السلطة.
موقف الإسلام من الهندوسية
الهندوسية: ديانة وثنية يعتنقها معظم سكان الهند، ولا يوجد لها مؤسس معين تنتسب إليه شخصياً وإنما تشكلت عبر امتداد كثير من القرون ، من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا هذا – ولا يعرف لكثير من كتبها مؤلفون – إلا أن بعض المصادر تذكر أن الآريين الغزاة الذين قدموا الهند في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هم المؤسسون الأوائل لهذه الديانة. وليس هناك دليل يثبت هذا. وقد أخذت تلك الديانة في التطور على أيدي الكهنة البراهمة وعن طريق قوانين (منوشاستر). ويتشابه الهندوس مع بعض الطوائف كالوهابية واليهودية والنصرانية, فهذه الديانات تتشابه بنسبتها الجسمية والجهة و التحيّز لله سبحانه وتعالى في السماء, ولكن الهندوس يعتقدون أن الرب هو موجود على الأرض متقمّس داخل صنم و كل هذه الديانات باطلة.