العنصران الأكفأ في مقاومة حالة الاسترخاء والتعب التي تعقب الغداء هما الكافيين والسكر، لكن تلك الطاقة التي تقدمها الأطعمة والمشروبات التي تحتويهما مؤقتة فقط وقد تكون سيئة على المدى البعيد، لذلك لا بدّ أن تتجه نحو زيادة طاقة الجسم بطريقة صحية.
زيادة طاقة الجسم بطريقة صحية
يُمدك كوب من اللاتيه الحلو بالطاقة حتى موعد العشاء، إلا أنه قد يُسبب لك الأرق ليلاً ويمنعك من النوم، فماذا لو كانت هناك طريقة غير ضارة أو إدمانية أو مكلفة للحصول على مزيد من الطاقة؟ إليك رأي الخبراء وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
واصِل الحركة
قالت سارة راسل، أخصائية التمارين السريرية التي تعمل مع المصابين بالسرطان: “استخدم التمرينات الرياضية للاعتناء بنفسك وليس للعقاب، اعثر على طريقة تجعلك تتحرك وتمنحك الطاقة، بدلاً من استخدام التمرينات لإرهاق نفسك”.
وتنصح راسل عملاءها من أجل العثور على الحافز لممارسة التمرينات، حتى في وقت الشعور بالخمول أو الإرهاق، بالتركيز على الأهداف التي يمكن تحقيقها.
وأضافت: “10 دقائق فقط من الحركة ستمدك بالنشاط، أبعد تلك الصور التي يروجها مجال اللياقة البدنية، لأشخاص يرتدون الملابس الرياضية ويرفعون الأثقال أو يركضون في الخارج، بل مارس بعض تمارين الإطالات إذا رغبت، لأن ممارسة أي حركة ولو كانت قليلة أفضل من لا شيء، وستؤدي دائماً إلى أداء المزيد”.
الكربوهيدرات هي صديقك
من جهتها قالت بريا تيو، أخصائية التغذية المعتمدة: “السبب الرئيسي الذي يجعل الناس تعاني من انخفاض مستويات الطاقة هو أنهم لا يأكلون كمية كافية على مدار اليوم، أو لا يأكلون كمية كافية من الكربوهيدرات”.
وخلافاً لما نتعلمه من ثقافة التغذية فالكربوهيدرات ليست هي العدو، فهي تمدنا بالجلوكوز، وهو مصدر الطاقة المفضل لأجسامنا، لأن ما تريده هو موازنة الطاقة المستمدة من الكربوهيدرات من خلال تناول البروتينات والدهون الصحية، إذ سيساعد ذلك في استقرار مستويات الطاقة لديك، ويمدك بطاقة مستمرة على مدار اليوم.
تفقد مستويات الحديد في جسمك
يمكن أن يتسبب نقص الحديد أو ما يُعرف بالأنيميا في ظهور أعراض تشمل الإرهاق أو نقص الطاقة أو قصر النفس.
وهي حالة شائعة بين النساء، إذ تحدث عادة بسبب الدورات الشهرية الغزيرة أو الحمل، ويمكن معالجتها من خلال إدخال تعديلات على النظام الغذائي.
تناول مزيداً من الخضراوات الورقية الخضراء الداكنة، وحبوب الإفطار والبقوليات الغنية بالحديد، وكذلك مكملات الحديد إذا لزم الأمر، وفقاً لما ذكره موقع NCBI.
كما عليك أن تتفقد مستويات الحديد عند الطبيب إذا شعرت بالإرهاق
تناول مكملات فيتامين D
إنّ العلامة الأولى على نقص فيتامين D هي الشعور بالإرهاق، ذلك لأن فيتامين D يبدو أنه يساعد الميتوكوندريا -جزء الخلية الذي يولد الطاقة- على استخدام الأكسجين وتشغيل أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك العضلات وفقاً لما ذكره موقع Getroman.
وفي دراسة أُجريت عام 2016 أعطى الباحثون 120 شخصاً مرهقاً إما جرعة كبيرة واحدة من فيتامين D أو دواء وهمياً.
وقد أفاد الباحثون أن الأشخاص المرهقين الذين تناولوا فيتامين D شعروا بتحسن ملحوظ عن طريق رفع مستويات الطاقة لديهم.
لذلك تناوَلْ مكملات فيتامين D، لاسيما في الشتاء، إذا راودكَ الشك في إصابتك بنقص فيه.
احذر من نشوات السكر
الوجبات الخفيفة السكرية تؤدي الغرض: فأنت تشعر بنشاط أكبر بعد تناولها.
لكن تناول كعكة دونات يومياً ليس صحياً تماماً بكل تأكيد، إذ قالت تيو: “ستمدك الأطعمة عالية السكر بتدفق أوّلي في الطاقة، لكن مستويات الطاقة ستنحدر بعدها، لذلك عليك الحذر”.
وأضافت: “ركِّز بدلاً من ذلك على تناول وجبات متوازنة ووجبات خفيفة غنية بالألياف والحبوب الكاملة والكربوهيدرات والبروتين والفاكهة والخضراوات، إضافة إلى الدهون الصحية. وسيساعدك فيتامين “ب” الموجود في الحبوب الكاملة على إخراج الطاقة من الأطعمة”.
اخرج في الهواء الطلق
خلص بحث أُجري في جامعة روتشستر، ونُشر في مجلة علم النفس البيئي، إلى أن قضاء الوقت بالخارج بين الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير منعش قوي.
وقال ريتشارد راين، الأستاذ في الجامعة نفسها: “يستمد الناس طاقة وحيوية عندما يمشون بين الطبيعة، ويستمر هذا المزاج الحسن وقتاً أطول وله تأثير أقوى من شرب القهوة أو تناول الشوكولاتة على سبيل المثال”.
والأهم من ذلك، أنك تحتاج إلى الاندماج مع الطبيعة عندما تخرج للمشي فيها، مثلاً لا يمكنك الانشغال بهاتفك، بل تحتاج للسماح لنفسك بالانغماس في العالم من حولك.
ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون وقت التمشية طويلاً، إذ تكفي 10 دقائق فقط للحصول على تأثير منعش يستمر ساعات.
لا تقتل نفسك في الصالة الرياضية
عادة ما يؤنب الناس أنفسهم إذا شعروا بأنهم لا يمارسون تمارينَ رياضية شاقة بما يكفي، ثم ينتهي بهم الحال دون ممارسة أي تمارين على الإطلاق.
لذلك فإن أفضل برنامج رياضي هو ذلك الذي يمكن المواظبة عليه، لأنه إذا عانى الناس في العثور على الطاقة لممارسة التمارين، فسيتحول الأمر إلى دائرة مفرغة، وسيفقدون مزيداً من العضلات ويصيرون أقل نشاطاً وأكثر خمولاً.
المصدر: عربي بوست.
