نشرت صحيفة “معاريف” العبرية، مقال رأي، للكاتب بوعز جولاني، تناول فيه احتمالات انزلاق النظام الدولي إلى مواجهة شاملة تشبه الحرب العالمية الثالثة، مستندًا إلى التطورات الجيوسياسية الأخيرة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وقال جولاني، إنّ: “العرض العسكري الضخم الذي شهدته بكين مطلع أيلول/ سبتمبر، بمشاركة قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، يعكس بوضوح تزايد التوترات العالمية في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، وتنامي احتمالات غزو الصين لتايوان، وتصاعد النزاعات في بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى سعي موسكو وبكين لتوسيع نفوذهما في أفريقيا، مقابل تحركات أمريكية تستهدف فنزويلا واهتمام متزايد بغرينلاند”.
وبحسب الكاتب، فإنّ: “المشهد الراهن يحمل تشابها مع حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، حين سعت قوى المحور للتوسع: اليابان في كوريا ومنغوليا وأجزاء من الصين، موسوليني في أفريقيا، وهتلر في إقليم السوديت”.
وأوضح أنّ: “الطموحات التوسعية حاضرة اليوم أيضًا، حيث يرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ لوغانسك ودونيتسك جزء لا يتجزأ من روسيا، بينما يعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ تايوان جزءا من الصين، متوقعًا أن تُستخدم القوة العسكرية إذا توفرت الظروف”.
وأضاف جولاني أنّ: “عوامل الردع التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية، مثل الردع النووي والتحالفات الدولية والأمم المتحدة وترابط الاقتصاد العالمي، تشهد اليوم تصدعات متزايدة”. مشيرا إلى: “تآكل الردع النووي، بعد امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي، وتحوّل الهند وباكستان إلى قوتين نوويتين، وتحدي إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
إلى ذلك، لفت إلى ما وصفه بـ”ضعف الأمم المتحدة بفعل الخلافات بين الكتل وحق النقض، وتراجع فكرة العولمة بعد جائحة كورونا والعقوبات الاقتصادية على روسيا التي لم تفلح في إضعافها”.
ورغم اتساع نطاق الصراعات، اعتبر جولاني أنّ: “احتمال اندلاع حرب عالمية جديدة لا يزال ضئيلاً”، مستشهداً بالاحتواء السريع للاشتباك الأخير بين الهند وباكستان، وبحرص الغرب على تجنب الانخراط المباشر في أوكرانيا، لكنه شدّد على أن الخطر قائم ويتطلب الحذر، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على قنوات الاتصال مع الخصوم وتجنب ردود الفعل المتهورة.
وختم الكاتب، بالقول إنّه: “من الضروري العمل على تقليل احتمالات الانزلاق نحو مواجهة عالمية، مشدّدا على أهمية تعزيز آليات الردع وتفعيل الدبلوماسية”.
