أدانت دولة الإمارات، الإثنين، عملية إطلاق النار التي استهدفت حافلات في مستوطنة راموت بمدينة القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وإصابة 11 آخرين برصاص فلسطينيَّين، في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، إن أبوظبي “تدين بأشد العبارات حادثة إطلاق النار”، مؤكدة “رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار”. كما أعربت عن “خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا ولإسرائيل وشعبها الصديق”، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
وتأتي هذه المواقف في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والعدوان العسكري المتواصل في الضفة الغربية المحتلة، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1018 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفا، وفق بيانات فلسطينية.
وعقب هجوم القدس، صعّد وزراء في حكومة الاحتلال من خطابهم التحريضي؛ إذ دعا وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى تدمير قرى فلسطينية بالضفة وتجويع الأسرى في سجون الاحتلال، في سياق مساعٍ حثيثة لفرض وقائع جديدة على الأرض وتمهيد الطريق لضم الضفة الغربية.
سياق تطبيع رغم الجرائم
وتعد الإمارات من بين الدول العربية التي ترتبط بعلاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد إعلان البيت الأبيض في 13 آب/ أغسطس 2020 عن اتفاق “تطبيع كامل للعلاقات” بين أبوظبي وتل أبيب، في خطوة وُصفت حينها بأنها “اختراق دبلوماسي تاريخي”.
غير أن هذا التطبيع يجري في ظل دعم أمريكي غير محدود لجرائم الاحتلال، إذ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 64 ألفا و522 شهيدا، و163 ألفا و96 جريحا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 393 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
ومنذ عقود يواصل الاحتلال الإسرائيلي بسط سيطرته على الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى أراضٍ سورية ولبنانية، رافضا الانسحاب منها أو القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.