سلطت صحيفة “معاريف” العبرية، الضوء على المخاوف الإسرائيلية المتصاعدة بشأن الوصول إلى سيناريو المواجهة المباشرة مع الجيش التركي، في ظل الصراع الخفي مع أنقرة حول مستقبل النظام في سوريا.
وبحسب الصحيفة، قال العقيد (احتياط) إران ليرمان، الخبير في الشؤون التركية، إن محاربة جيش غربي مزود بمقاتلات “إف-16” أمر مختلف تماما، مؤكدا أن “الجيش الإسرائيلي لم يستعد أبدا لمواجهة جيش بحجم الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في الناتو”.
وتابع: “إنه لا يُقارن بحماس أو حزب الله. لدينا تفوق نسبي في الجو، لكن قواتهم البرية هائلة. لا أعتقد أن الجيش التركي يريد اختبار إسرائيل، والعكس صحيح. لذلك إذا وقع صراع، فسيكون عبر الوكلاء في سوريا وغيرها”.
وذكرت الصحيفة أن ليرمان أشار إلى قرار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأخير باعتباره “تغييرا متعمدا في جميع الخيوط التي تربط البلدين”، محذرا من أنه قد يمهد لتدهور أكثر خطورة.
ونقلت معاريف عن الدكتور حاي إيتان كوهين ينروجاك، الباحث في مركز ديان بجامعة تل أبيب، قوله إنه لم يفاجأ بالخطوات التركية، موضحا أن العملية بدأت بفرض عقوبات بحرية تزامنت مع إعلان إسرائيل نيتها توسيع عمليتها العسكرية في غزة.
وأضاف ينروجاك أن تركيا استغلت حادثة كشف أجهزة تجسس باعتها لجهات سورية لتبرير إغلاق أجوائها أمام إسرائيل، قائلا: “كان من الواضح أن ذلك سيحدث، لكنهم كانوا ينتظرون حادثة معينة لاستخدام هذه الورقة”.
وأكد أن التداعيات الاقتصادية ستكون فورية وكبيرة، إذ “سيتم تمديد جميع الرحلات الجوية إلى روسيا وجورجيا وأذربيجان بشكل كبير”، مشددا أن “القلق الأساسي ليس اقتصاديا بل استراتيجيا”.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تناول في الأيام الأخيرة قضايا سياسية وأمنية إقليمية، بينها العلاقات التركية الإسرائيلية على خلفية اعتراف نتنياهو بالإبادة الجماعية للأرمن، والأزمة مع روسيا، والعلاقات المتنامية مع باكو، قائلا: “اليوم، العلاقات بين تركيا وإسرائيل أكثر توترا من أي وقت مضى. إذا طُلب منا الانضمام إلى الوساطة فسنفعل، وإن لم يُطلب، فسنسعى لتعزيز الجهود الدبلوماسية غير العلنية لإيجاد أرضية مشتركة”.
