في عالمٍ تزداد فيه الأزمات، وتتوالى الحروب، وتُفرَض الرقابة، ويُنهك الاقتصاد بالديون، لا تزال الأسئلة الكبرى مطروحة: هل هناك مخطط خفي يعيد تشكيل النظام العالمي؟ وهل ما نراه اليوم هو نتائج استراتيجية موضوعة منذ قرون؟
يأتي كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» ليقدّم تصورًا خطيرًا عن مخطط ماسوني-صهيوني للسيطرة على العالم، تمهيدًا لإقامة حكومة عالمية شمولية تقودها النخبة الصهيونية باسم «كنيس الشيطان» في انتظار ظهور المسيح الدجال ليحكم “شعب الله المختار” في “أرض الميعاد”.
■ ما الذي تتضمنه البروتوكولات؟
يتألف الكتاب من أربعة وعشرين بروتوكولًا، تصف آليات تفكيك الحكومات، وإفساد الأديان، وزرع الفوضى، وإغراق الشعوب في الحروب والصراعات والديون، تمهيدًا لاستعبادها طوعًا.
ترى البروتوكولات أن الشعوب غير اليهودية ما هي إلا «غوييم» (أي: قطعان بشرية)، يُقادون من خلال الصحافة، والفكر، والإعلام، باسم “الحرية” و”التحرر”، نحو نظام شمولي عالمي يُسوَّق على أنه خلاص.
■ من هم النورانيون؟ وكيف يُدار المشروع؟
تذكر الوثائق إنشاء منظمة تُدعى «جماعة النورانيين»، تضم نخبًا ماسونية متحالفة مع الشيطان، وتمهد الطريق لإنشاء منظومة عالمية موحّدة تحت غطاء الشيوعية العالمية، والتي تهدف لإلغاء جميع الأديان عدا اليهودية، والسيطرة على الإعلام، القضاء، والاقتصاد.
وقد تم وفق هذه الخطط إشعال ثلاث ثورات وحربين عالميتين، ولم يتبقَ سوى الحرب العالمية الثالثة، والتي من المفترض أن تنشب بين الصهيونية السياسية والعالم الإسلامي، بهدف القضاء على كليهما، وهو ما يرى البعض ملامحه قائمة بالفعل في غزة، سوريا، لبنان، والعراق.
■ الإعلام، الرؤساء، والاغتيالات
الكتاب يلمّح إلى أن السيطرة الصهيونية تمتد إلى الإدارة الأمريكية، وأن معظم رؤسائها ينتمون للماسونية، باستثناء جون كينيدي الذي تم اغتياله.
كما تشير البروتوكولات إلى اغتيال المفكرين والعلماء الذين يشكّلون تهديدًا للمشروع، ومنهم: علماء العراق وإيران، والكاتب غسان كنفاني، وعدد من السياسيين المقاومين للمشروع الصهيوني.
تتحدث البروتوكولات عن ضرورة إفساد الاقتصاد العالمي، وإغراق الدول بالديون، حتى تبقى الشعوب رهائن بيد هذا النظام، وتسلّم طوعًا بقيادة تلك الحكومة العالمية التي تُخفي القمع تحت عباءة “الحرية والديمقراطية”.
■ ماذا عن عصرنا اليوم؟
رغم وصف هذه البروتوكولات بأنها “نظرية مؤامرة”، فإن الوقائع التي نراها اليوم – من الرقابة الشاملة، والتجسس، وتفتيت الدول، وإغراق الشعوب في الحروب – تبدو وكأنها ترجمة حرفية لما ورد فيها.
وإذا كانت هناك جماعة قادرة على امتلاك الإعلام، المال، التكنولوجيا، والمؤسسات الدولية، وتوجيه القرار السياسي عالميًا، فكيف لنا أن نستهين بخطورتها أو نعتبرها مجرد “جماعة صغيرة”؟
إنها، كما تشير الوثائق، حكومة ظل، تعمل في الخفاء، وترفع شعار:
“الغاية تبرّر الوسيلة.”