تداول مستخدمون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو منسوبًا إلى خطيب الحرم المكّي عبد الرحمن السديس، يظهر فيه وهو يقول: “إذا أراد ولي الأمر الوقوف بجانب الهندوس ضد المسلمين، فيجب السمع والطاعة”. وادّعى ناشرو المقطع أن هذا التصريح جاء في سياق خطبة له حول الحرب بين الهند وباكستان.
تحقّق موقعنا من صحة المقطع المتداول، من خلال البحث العكسي عنه في المصادر العلنية باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وتبيّن أن الفيديو مقتطع من خطبة قديمة للشيخ السديس، وقد جرى تعديل الصوت المرافق له باستخدام الذكاء الاصطناعي لإضافة عبارات لم ترد في الخطبة الأصلية.
أظهر الفحص التقني عبر أداة “Deepware” وجود مؤشرات قوية على تلاعب صوتي باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث صنّفت النماذج الصوت كمشبوه بنسبة تراوحت بين 59% و66%، مما يعزز احتمال فبركة المقطع وعدم مصداقيته.

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان على خلفية مواجهات حدودية في كشمير
يأتي تداول الادعاء عقب تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، عقب هجوم وقع في 22 نيسان/أبريل 2025، في منطقة “بيساران فالي” بالقرب من “باهالجام” في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، أسفر عن مقتل 26 سائحًا، معظمهم من الهندوس.
وفي 7 آيار/مايو الجاري، شنت الهند عملية عسكرية استهدفت ما قالت إنها “بُنى إرهابية” داخل باكستان وإقليم “آزاد كشمير”، فيما أعلنت إسلام آباد أن الضربات طالت مواقع مدنية، وأدت إلى مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين، ما أجّج التصعيد بين الجارتين النوويتين.
وبحسب وكالة “الأناضول”، فقد أعلن الجيش الباكستاني إسقاط 25 طائرة مسيّرة هجومية هندية من طراز “هاروب” (إسرائيلية الصنع)، واعتبر ذلك “عملًا عدائيًا عسكريًا واضحًا”، مشيرًا إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود والمدنيين جراء الغارات. فيما أفادت مصادر أمنية باكستانية بمقتل أكثر من 50 جنديًا هنديًا وتدمير مقرَّين للجيش الهندي على طول خط السيطرة، دون تحديد توقيت دقيق لمقتلهم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
وقد أدى هذا التصعيد إلى إغلاق الحدود بين البلدين وتعليق الرحلات الجوية، وسط دعوات دولية لخفض التوتر والعودة إلى طاولة الحوار.
خلاصة التحقق
كشف تدقيق موقعنا أن مقطع الفيديو المتداول لعبد الرحمن السديس، هو مقطع يمكن ان يكون مفبرك، إذ تبيّن أن الفيديو مقتطع من خطبة قديمة تعود إلى عام 2020، وممكن ان يكون قد تم التلاعب بالصوت المرافق له باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإضافة عبارات لم ترد في الخطبة الأصلية.