فإن من صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يرفع صوته إلا عند الحاجة وبقدر الحاجة, وهذا من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم
ففي مشكاة المصابيح للتبريزي عن كعب قال: نجد مكتوبا (يعني في التوراة) محمد رسول الله عبدي المختار, لا فظ , ولا غليظ , ولا صخاب في الأسواق, ولا يجزئ بالسيئة السيئة, ولكن يعفو ويغفر .. الحديث. قال ابن منظور في اللسان: الصخب والسخب: الصياح والجلبة وشدة الصوت واختلاطه في الخصام. اهـ وكان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن هذه الأوصاف والأخلاق
كان صلى الله عليه وسلم صوته فيه بحَّةٌ خفيفة ، وصوته غير جاش أي هادئ ، لكنه كان إذا تحدَّث يُسمع من أراد أن يُحدثه، ذات مرة كان على منبره الشريف فقال: اجْلِسُوا ، فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَجَلَسَ فِي بَنِي غَنْمٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَاكَ ابْنُ رَوَاحَةَ جَالِسٌ فِي بَنِي غَنْمٍ ، سَمِعَكَ وَأَنْتَ تَقُولُ لِلنَّاسِ: اجْلِسُوا، فَجَلَسَ فِي مَكَانِهِ
وكانوا يقولون: كان إذا تحدث يُسمع العواتق في خدورهن(النساء المخبَّئات)، أي يُسمع النساء وهن في بيوتهن ، في كل أرجاء المدينة ، لا إذاعة ولا ميكروفون ، ولكن القدرة الإلهية تجعل الهواء يوصل صوت خير البرية إلى ما شاء من البرية، وهذه مزية وخصوصية اختصه بها الله دون ما سواه صلوات ربي وتسليماته عليه
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الصَّوْتِ، حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ