المزاح والمداعبة شيء مُحَبب إلى النفس، ولا حرج فيه ما دام منضبطا بضوابط الشرع، ولا يترتب عليه ضرر، بل هو مطلوب ومرغوب، خاصة مع الصغار والأطفال، وذلك لأن النفس يعتريها السآمة والملل، وليس أدل على أهمية المزاح والحاجة إليه، مما كان عليه نبينا وحبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد كان يمازح أصحابه ويداعب أهله، وكان يعتني بصغار السن ويجعل لهم جزءاً من اهتمامه ومداعباته .. فمن مكارم أخلاقه وجميل صفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلطفه بالأطفال ومداعبته لهم، وإدخال السرور عليهم .
ومن المعلوم أنه لا يوجد من هو أكثر حملا لِهَمِّ الدين واهتماما بالدعوة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وليس هناك من تعددت لديه الواجبات كما تعددت لنبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، ومع ذلك ففي السيرة النبوية الكثير من المواقف والأمثلة الدالة على مدى تلطفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأطفال ومداعبته لهم، وإدخال السور عليهم، ومن ذلك :
مداعبته صلى الله عليه وسلم محمود بن الرُّبيع