• Privacy & Policy
Wednesday, June 18, 2025
Sunna Files Website
  • Login
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language
No Result
View All Result
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language
No Result
View All Result
Sunna Files Website
No Result
View All Result
Arabic WhatsApp Group Arabic WhatsApp Group Arabic WhatsApp Group
ADVERTISEMENT

أهمية العلم ورؤية الله في الآخرة

September 3, 2020
in أصول العقيدة الإسلامية
Reading Time: 1 min read
A A
0
1
VIEWS
Share on FacebookShare on Whatsapp
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحَابَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “لا يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّة” مَعْنَاهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يَمَلَّ الْمُؤْمِنُ مِنَ الاِكْتِسَابِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، لا يَقُلْ أَنَا عَمِلْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْحَسَنَاتِ أَكْتَفِي بِذَلِكَ فَيَتَكَاسَلُ عَنِ الِازْدِيَادِ، ثُمَّ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لا يَنْبَغِي أَنْ يَشْبَعَ مِنْهُ عِلْمُ الدِّينِ، اللَّهُ تَعَالَى أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنَ الْعِلْمِ وَلَمْ يَأْمُرْهُ اللَّهُ فِي الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ بِطَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا مِنَ الْعِلْمِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ شَأْنِ الْعِلْمِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْني عِلْمًا﴾ أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّدُ رَبِّ زِدْني عِلْمًا فَيَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَكُونَ حَالُهُ هَذَا لا يَشْبَعُ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ، إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي هُوَ أَعْلَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ بِطَلَبِ الِازْدِيَادِ مِنَ الْعِلْمِ فَكَيْفَ غَيْرُهُ.
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ“. الْمَعْنَى أَنَّ الإِنْسَانَ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ عَنْ مَوْقِفِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَع، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ أَيْ يُسْأَلُ مَاذَا عَمِلْتَ مُنْذُ بَلَغْتَ، أَدَّيْتَ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَاجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ عَلَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ فَعَلَ ذَلِكَ نَجَا وَسَلِمَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَعَلَ ذَلِكَ هَلَكَ، وَيُسْأَلُ عَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ فَإِنْ أَبْلاهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ سَعِدَ وَنَجَا مَعَ النَّاجِينَ وَإِنْ أَبْلَى جَسَدَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ خَسِرَ وَهَلَكَ، وَيُسْأَلُ عَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ أَيْ يُسْأَلُ هَلْ تَعَلَّمْتَ عِلْمَ الدِّينِ الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَمَنْ تَعَلَّمَ الْقِسْمَ الضَّرُورِيَّ وَعَمِلَ بِهِ سَعِدَ وَنَجَا أَمَّا مَنْ لَمْ يَتَعَلَّمْ أَوْ أَهْمَلَ الْعَمَلَ بَعْدَ أَنْ تَعَلَّمَ خَسِرَ وَخَابَ وَهَلَكَ. قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “وَيْلٌ لِمَنْ لا يَعْلَم وَوَيْلٌ لِمَنْ عَلِمَ ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْ” وَالْوَيْلُ هُوَ الْهَلاكُ الشَّدِيدُ أَيْ شِدَّةُ الْعَذَابِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ” فَمَعْنَاهُ أَنَّ الإِنْسَانَ يُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنِ الْمَالِ الَّذِي فِي يَدِهِ فِي الدُّنْيَا فَإِنْ كَانَ أَخَذَهُ مِنْ طَرِيقٍ حَلالٍ لا يَكُونُ عَلَيْهِ مُؤَاخَذَةٌ لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ مَا أَنْفَقَهُ فِيهِ أَمْرٌ أَبَاحَهُ الشَّرْعُ. فَالنَّاسُ فِي أَمْرٍ الْمَالِ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ: اثْنَانِ هَالِكَانِ وَوَاحِدٌ نَاجٍ، فَالْهَالِكَانِ أَحَدُهُمَا الَّذِي جَمَعَ الْمَالَ مِنْ حَرَامٍ وَالآخَرُ الَّذِي جَمَعَهُ مِنْ حَلالٍ ثُمَّ صَرَفَهُ فِي الْحَرَامِ.
عِلْمُ الدِّينِ هُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، عِلْمُ الدِّينِ حَيَاةُ الإِسْلامِ وَلَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ مَا دَامَ عِلْمُ الدِّينِ مُنْتَشِرًا بَيْنَهُمْ إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ إِذَا ذَهَبَ الْعِلْمُ أَوْ قَلَّ مَنْ يُعَلِّمُ عِلْمَ الدِّينِ فَعِنْدَئِذٍ يَعْظُمُ الْهَلاكُ، بِالْعِلْمِ يُمَيِّزُ الإِنْسَانُ الْمَالَ الْحَلالَ مِنَ الْمَالِ الْحَرَامِ وَيُمَيِّزُ بِهِ الْكُفْرَ مِنَ الإِيمَانِ. هَذَا سَيِّدُنا عَبْدُ القَادِرِ الْجِيلانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَعبُدُ اللَّهَ فِي خَلْوَةٍ فَجَاءَهُ الشَّيطانُ عَلَى هَيْئَةِ نُورٍ عَظِيمٍ وَقَالَ لَهُ: “يَا عَبدِي يَا عَبْدَ القَادِرِ قَد أَسْقَطْتُ عَنْكَ الفَرَائِضَ وَأَحْلَلْتُ لَكَ الْمُحَرَّمَاتِ” فَقَالَ لَهُ سَيِّدُنا عَبْدِ القَادِرِ: “قَدْ خَسِئْتَ يَا لَعِينُ” فَتَبَدَّى الضَّوْءُ وَبَقِيَ الصَّوْتُ، وَقَالَ لَهُ الشَّيطَانُ: “لَقَدْ غَلَبْتَنِي بِعِلْمِكَ يَا عَبْدَ الْقَادِرِ وَإِنِّي قَدْ أَغْوَيْتُ أَرْبَعِينَ عَابِدًا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ”. سَيِّدُنَا الْعَارِفُ بِاللَّهِ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلانِيُّ بِعِلْمِهِ عَرَفَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ لِأَنَّهُ كَانَ تَعَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ فَاللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ نُورًا بِمَعْنَى الضَّوْءِ بَلْ هُوَ خَالِقُ النُّورِ كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور﴾ أَيْ خَلَقَ الظُّلُمَاتِ وَالنَّور، وَالَّذِي كَلَّمَهُ كَلَّمَهُ بِصَوْتٍ وَكَلامُ اللَّهِ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً، لا يُبْتَدَأُ وَلا يُخْتَتَمُ وَلا يُشْبِهُ كَلامَ الْخَلْقِ. الإِسْلامُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ، أَعْظَمُ نِعْمَةٍ يُعْطَاهَا الإِنْسَانُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الإِسْلامُ وَالإِسْلامُ شَرْطٌ لِقَبُولِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة﴾ فَاللَّهُ تَعَالَى شَرَطَ لِقَبُولِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الإِيمَانَ بِقَوْلِهِ ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ وَبِدَلِيلِ مَا جَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ رَجُلًا مُشْرِكًا أَرَادَ أَنْ يُقَاتِلَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُسْلِم أَمْ أُقَاتِل، قَالَ: “أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ” فَأَسْلَمَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَالَ الرَّسُولُ: “عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا” أَيْ لِأَنَّهُ نَالَ الشَّهَادَةَ بَعْدَ أَنْ هَدَمَ الإِسْلامُ كُلَّ ذَنْبٍ قَدَمَّهُ فَالْفَضْلُ لِلإِسْلامِ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يُسْلِمْ لَمْ يَنْفَعْهُ أَيُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ. وَقَدْ قَالَ الإِمَامُ الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: “لا تَصِحُّ الْعِبَادَةُ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْمَعْبُود” أَيْ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ بَلْ يُشَبِّهُهُ بِخَلْقِهِ بِالضَّوْءِ أَوْ غَيْرِهِ أَوِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ سَاكِنٌ فِي السَّمَاءِ أَوْ أَنَّهُ جَالِسٌ عَلَى الْعَرْشِ أَوْ وَصَفَهُ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ الْبَشَرِ فَهَذَا عِبَادَتُهُ تَكُونُ لِشَىْءٍ تَوَهَّمَهُ فِي مُخَيِّلَتَهِ فَيَكُونُ مُشْرِكًا بِاللَّهِ فَلا تَصِحُّ عِبَادَتُهُ.
هَؤُلاءِ الْوَهَّابِيَّةُ عِنْدَهُمْ إِثْبَاتُ أَصْلِ الْجُلُوسِ لِلَّهِ لَيْسَ تَشْبِيهًا لَهُ بِخَلْقِهِ فَيَقُولُونَ اللَّهُ جَالِسٌ عَلَى الْعَرْشِ ثُمَّ يَقُولُونَ وَلَكِنْ لَيْسَ كَجُلُوسِنَا فَأَيْنَ عُقُولُهُمْ؟ الْجُلُوسُ كَيْفَمَا كَانَ هُوَ مِنْ صِفَاتِ الْخَلْقِ كَيْفَ يُقَالُ اللَّهُ جَالِسٌ عَلَى الْعَرْشِ هَذَا شَتْمٌ لِلَّهِ، عَلَى زَعْمِهِمْ عَظَّمُوا اللَّهَ هَذَا لَيْسَ تَعْظِيمًا، جَعَلُوهُ كَخَلْقِهِ لَهُ نِصْفٌ أَعْلَى وَنِصْفٌ أَسْفَل، خَلْقُهُ يَجْلِسُونَ الْبَقَرُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ وَالْخِنْزِيرُ وَالْبَشَرُ وَالْجِنُّ وَالْمَلائِكَةُ يَجْلِسُونَ، جَعَلُوهُ كَخَلْقِهِ مَا مَدَحُوهُ. وَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَان كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: “لا يَنْفَعُهُ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ” فَاعْتَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَلَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ جُدْعَانَ مِنَ التَّصَدُّقِ عَلَى الْمُحْتَاجِينَ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ غَيْرُ نَافِعٍ لَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ. هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ جُدْعَان كَانَ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ مُفْسِدًا شِرِّيرًا مُؤْذِيًا حَتَّى أَنَّ أَبَاهُ مِنْ شِدَّةِ مَا كَرِهَهُ وَمَلَّ مِنْهُ قَالَ لَهُ أَمَامَ جَمْعٍ مِنَ النَّاسِ: أَنْتَ لَسْتَ ابْنِي، فَطَرَدَهُ فَكَرِهَ الْحَيَاةَ فَقَالَ أَطْلُبُ الْمَوْت فَخَرَجَ خَارِجَ مَكَّةَ فَتَوَجَّهَ إِلَى جَبَلٍ فَوَجَدَ شَقًّا قَالَ: أَدْخُلُ هَذَا الشَّقَّ لَعَلَّ فِيهِ مَا يُرِيحُنِي مِنَ الْحَيَاةِ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ ثُعْبَانًا كَبِيرًا عَيْنَاهُ جَوْهَرَتَانِ مُضِيئَتَانِ فَظَنَّهُ ثُعْبَانًا حَقِيقِيًّا فَاقْتَرَبَ مِنْهُ فَوَجَدَهُ ثُعْبَانًا كُلَّهُ ذَهَب ثُمَّ وَرَاءَهُ فِي الشَّقِّ وَجَدَ رِجَالًا لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَوَجَدَ عِنْدَ رُؤُوسِهِمْ لَوْحًا مِنَ فِضَّةٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ بَيْتُ شِعْرٍ: صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا جَرَى فِي الْحِلاب وَمُرَادُهُمْ بِهَذَا أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا حَلَبَ الْبَهِيمَةَ فَهَذَا اللَّبَنُ الَّذِي حَلَبَهُ لا يَعُودُ إِلَى الضَّرْعِ كَذَلِكَ نَحْنُ الآنَ خُرُوجُنَا مِنَ الدُّنْيَا. ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ وَجَدَ كَوْمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَوْمًا مِنْ فِضَّةٍ فَأَخَذَ مِنَ الذَّهَبِ مَا اسْتَطَاعَ فِي رِدَائِهِ وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ صَارَ يُعْطِي هَذَا مِنَ هَذَا الذَّهَبِ وَيُعْطِي هَذَا وَيُعْطِي هَذَا فَأَحَبُّوهُ وَجَعَلُوهُ سَيِّدًا لَهُمْ. فَصَارَ يُحْسِنُ إِلَى النَّاسِ وَيَقْرِي الضَّيْفَ وَيَصِلُ أَرْحَامَهُ فَكَانَ مَشْهُورًا بِهَذَا بَيْنَ الْعَرَبِ. لَكِنْ بِمَا أَنَّهُ كَانَ عَلَى عِبَادَةِ الْوَثَنِ وَلَمْ يَكُنْ يُؤْمِنُ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَلا يَنْفَعُهُ عَمَلُهُ هَذَا. فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلا ثَوَابَ لَهُ أَبَدًا فِي الآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾.
الْكُفَّارُ هُمْ أَحْقَرُ خَلْقِ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتْ صُورَتُهُمْ صُورَةَ الْبَشَرِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ أَضَاعُوا أَعْظَمَ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فَكَفَرُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْكَافِرَ هُوَ أَحْقَرُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَالدَّوَابُّ جَمْعُ دَابَّةٍ وَهِيَ كُلُّ مَا يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنْ إِنْسَانٍ وَبَهَائِمَ وَحَشَرَاتٍ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ “لا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا يُدَهْدِهُهُ الْجُعَلُ بِمَنْخِرَيْهِ خَيْرٌ مِنْ ءَابَائِكُمُ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ” أَيْ عَلَى الشِّرْكِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْكَافِرَ أَخَسُّ مَا خَلَقَ اللَّهُ. وَمَعْنَى “مَا يُدَهْدِهُهُ الْجُعَلُ بِمَنْخِرَيْهِ” أَيِ الْقَذَرُ لِيَتَقَوَّتَ بِهِ، وَالْجُعَلُ حَشَرَةٌ صَغِيرَةٌ سَوْدَاءُ تَسُوقُ الْقَذَرَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَنِي ءَادَمَ تَجْعَلُهُ حُبَيْبَاتٍ تَسُوقُهُ لِتَتَقَوَّتَ بِهِ، فَهَذَا الَّذِي يَسُوقُهُ الْجُعَلُ الرَّسُولُ قَالَ خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَانَ النَّاسُ فِي أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْتَخِرُونَ بِهِمْ يَقُولُونَ هَذَا جَدِّي كَانَ كَذَا أَبِي كَانَ كَذَا فَالْمَعْنَى كُفُّوا عَنِ الِافْتِخَارِ بِهَؤُلاءِ الَّذِينَ مَا يَسُوقُهُ الْجُعَلُ بِأَنْفِهِ خَيْرٌ مِنْهُمْ لِكُفْرِهِمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ شُكْرَ الْخَالِقِ الْمُنْعِمِ لا يَصِحُّ مَعَ عِبَادَةِ غَيْرِهِ أَوْ تَكْذِيبِ رَسُولِهِ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيَتْبَعَهُ النَّاسُ. وَلَوْ أَنْفَقَ هَذَا الْكَافِرُ مِثْلَ جَبَلٍ ذَهَبًا لِلْمَسَاكِينِ وَالأَرَامِلِ لا يَكُونُ شَاكِرًا لِخَالِقِهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالْوُجُودِ وَالْعَقْلِ فَلا يَكُونُ الْكَافِرُ شَاكِرًا لِلَّهِ مَهْمَا عَمِلَ مِنَ الْخِدْمَاتِ لِلنَّاسِ وَمَهْمَا كَانَ عِنْدَهُ عَطْفٌ وَرَحْمَةٌ وَحَنَانٌ عَلَى الْمَنْكُوبيِنَ وَالْمَلْهُوفِينَ. وَقَدْ جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَهَمِيَّةِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ أَفْضَلُ مِنَ الْكَافِرِ وَأَنَّ الإِيمَانَ شَرْطٌ لِحُصُولِ الثَّوَابِ وَصِحَّةِ الأَعْمَالِ وَأَنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لا تُقْبَلُ مِنْ كَافِرٍ وَحُكِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الصَّالِحِينَ كَانَ مَقْطُوعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مُصَابًا بِالْعَمَى وَزِيَادَةً عَلَى ذَلِكَ أُصِيبَ بِمَرَضِ الآكِلَةِ وَهُوَ مَرَضٌ يُصِيبُ الأَطْرَافَ فَيَسْوَدُّ الْعُضْوُ الْمُصَابُ وَيَهْتَرِئُ ثُمَّ يَتَسَاقَطُ، وَكَانَ شَدِيدَ الْفَقْرِ لا أَحَدَ يَهْتَمُّ بِهِ حَتَّى رَءَاهُ النَّاسُ عَلَى الطَّرِيقِ فَجَاءَتِ الدَّبَابِيرُ تَأْكُلُ مِنْ رَأْسِهِ، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقْطُوعَ الْيَدَيْنِ فَلا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهَا عَنْهُ وَمَقْطُوعَ الرِّجْلَيْنِ فَلا يَقْدِرُ عَلَى الْهَرَبِ مِنْهَا فَمَرَّ مِنْ أَمَامِهِ أُنَاسٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ كَمْ يَتَحَمَّلُ هَذَا الرَّجُلُ، فَسَمِعَهُمْ فَقَالَ: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ قَلْبِي خَاشِعًا وَلِسَانِي ذَاكِرًا وَبَدَنِي عَلَى الْبَلاءِ صَابِرًا، إِلَهِي لَوْ صَبَبْتَ عَلَيَّ الْبَلاءَ صَبًّا مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا حُبًّا” هَكَذَا يَكُونُ الصَّالِحُونَ هَكَذَا يَكُونُ طُلَّابُ الآخِرَةِ الَّذِينَ عَرَفُوا اللَّهَ فَأَدَّوْا حَقَّهُ. وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ” الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خَيْرًا أَيْ رِفْعَةً فِي الدَّرَجَةِ يَبْتَلِيهِ بِالْمَصَائِبِ. الْمَصَائِبُ لِلْمُؤْمِنِ زِيَادَةُ دَرَجَةٍ عِنْدَ اللَّهِ.
الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُبْتَلَى بِالْمَصَائِبِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُبْتَلَى بِالْمَصَائِبِ، وَالْمُسْلِمُ الَّذِي هُوَ غَارِقٌ فِي الْمَعَاصِي وَلا تُصِيبُهُ الْمَصَائِبُ إِلَّا قَلِيلًا فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَخَّرَ عَذَابَهُ إِلَى الآخِرَةِ. بَعْضُ النَّاسِ تُصِيبُهُمُ الْمَصَائِبُ فَيَغْضَبُونَ غَضَبًا شَدِيدًا فَيَكْفُرُونَ بِخَالِقِهِمْ. كَانَ فِي الْعَرَبِ قَبْلَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بِآلافٍ مِنَ السِّنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حِمَارُ ابْنُ مَالِكٍ مِنْ قَوْمِ عَادٍ. كَانَ بِأَرْضٍ فِي الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ يُقَالُ لَهَا الْجَوْف وَادٍ فِيهِ شَجَرٌ وَفِيهِ مَاءٌ ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرَسَلَ صَاعِقَةً فَقَتَلَتْ أَبْنَاءَهُ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَكَفَرَ كُفْرًا كَبِيرًا قَالَ لا أَعْبُدُهُ لِأَنَّهُ قَتَلَ أَبْنَائِي ثُمَّ مَا اكْتَفَى بِهَذَا الْكُفْرِ بَلْ كَانَ إِذَا مَرَّ إِنْسَانٌ بِالْوَادِي الَّذِي فِيهِ جَاءَ إِلَى أَرْضِهِ يَقُولُ لَهُ اكْفُرْ بِاللَّهِ وَإِلَّا قَتَلْتُكَ فَإِنْ كَفَرَ تَرَكَهُ وَإِنْ لَمْ يَكْفُرْ قَتَلَهُ ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى زَادَهُ مُصِيبَةً، أَرْسَلَ اللَّهُ نَارًا فِي أَسْفَلِ الْوَادِي فَأَهْلَكَتِ الْوَادِي وَمَا فِيهِ، لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَجَرٌ وَلا مَاءٌ، صَارَ الْوَادِي أَسْوَدَ وَمَأْوًى لِلشَّيَاطِينِ. هَذَا كَانَ عَاشَ قَبْلَ أَنْ يَكْفُرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى الإِسْلامِ لَوْ صَبَرَ عَلَى تِلْكَ الْمُصِيبَةِ الَّتِي نَزَلَتْ بِهِ بِمَوْتِ أَوْلادِهِ كَانَ كَسَبَ أَجْرًا كَبِيرًا لَكِنْ بِسَبَبِ الْغَضَبِ كَفَرَ بِقَوْلِهِ “لا أَعْبُدُ اللَّهَ” وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ. هَذَا الرَّجُلُ ضَرَّ نَفْسَهُ، اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنْضَرُّ بِكُفْرِ الْكَافِرِينَ وَلا مَعْصِيَةِ الْعُصَاةِ. هُوَ ضَرَّ نَفْسَهُ بِاعْتِرَاضِهِ عَلَى اللَّهِ وَنِسْبَةِ الظُّلْمِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. انْظُرُوا الْفَرْقَ بَيْنَ ذَاكَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ الصَّابِرِ الْمُحْتَسِبِ وَهَذَا الْكَافِرِ الْمُعْتَرِضِ عَلَى اللَّهِ، ذَاكَ صَبَرَ عَلَى الْمَصَائِبِ وَالْبَلايَا فَكَانَ مِنَ الْفَائِزِينَ وَهَذَالَمْ يَصْبِرْ بَلْ كَفَرَ بِاللَّهِ تَعَالَى فَكَانَ مِنَ الْخَاسِرِينَ. فَالصَّبْرُ أَمْرُهُ عَظِيمٌ وَقَدْ وَرَدَ عَنْ بَعْضِ الأَنْبِيَاءِ أَنَّهُ قَالَ: “الصَّبْرُ مَعَ الإِيمَانِ يُورِثُ الظَّفَر” فَالإِنْسَانُ الْمُؤْمِنُ إِذَا كَانَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَكُونُ مِنَ الْفَائِزِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَالصَّبْرُ يَنْفَعُ مَعَ الإِيمَانِ فَيَجِبُ الإِيـمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْجُودٌ لا يُشْبِهُ الْمَوْجُودَات مَوْجُودٌ بِلا كَيْفٍ وَلا مَكَانٍ وَلا جِهَةٍ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ مَسَافَةٌ وأَنَّهُ لَيْسَ جِسْمًا مُركَّبا مِنْ أَجْزَاءٍ وَلَيْسَ لَهُ جَوَارِحُ وَلا أَعْضَاء، وَالْجِسْمُ مَا لَهُ طُولٌ وَعَرْضٌ وَسَمْكٌ وَتَرْكِيبٌ، وَلَوْ جَازَ أَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ خَالِقَ الْعَالَمِ جِسْمٌ لَجَازَ أَنْ تُعْتَقَدَ الأُلُوهِيَّةُ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَجْسَامِ، وَقَدْ قَالَ إِمَامُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ: “مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ فَهُوَ غَيْرُ عَارِفٍ بِرَبِّهِ وَإِنَّهُ كَافِرٌ بِهِ” وَقَالَ الإِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “سَيَرْجِعُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ كُفَّارًا يُنْكِرُونَ خَالِقَهُمْ فَيَصِفُونَهُ بِالْجِسْمِ وَالأَعْضَاءِ” رَوَاهُ ابْنُ الْمُعَلِّمِ الْقُرَشِيّ فِي كِتَابِهِ نَجْمِ الْمُهْتَدِي وَرَجْمِ الْمُعْتَدِي، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَهَنَا مَحْدُود فَقَدْ جَهِلَ الْخَالِقَ الْمَعْبُود” رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِ الْحِلْيَةِ، وَالْمَحْدُودُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ مَا لَهُ حَجْمٌ كَبِيرًا كَانَ أَوْ صَغِيرًا، وَإِذَا قِيلَ عَنِ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ بِمَحْدُودٍ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ شَىْءٌ مُمْتَدٌّ إِلَى غَيْرِ نِهَايَةٍ. مَنْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَهُ امْتِدَادٌ لا نِهَائِي كَافِرٌ وَالَّذِي يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ لَهُ امْتِدَادٌ يَنْتَهِي صَغِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ كَافِرٌ أَيْضًا، كُلُّ شَىْءٍ لَهُ مِقْدَارٌ فَهُوَ مَخْلُوقٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ﴾. فَاللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنِ الْجِسْمِ وَالْمِقْدَارِ وَالْكَمِيَّةِ وَالْحَدِّ وَالْمِسَاحَةِ مُنَزَّهٌ عَنِ الْجُلُوسِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالْمُحَاذَاةِ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُفَقِّهَنَا فِي الدِّينِ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ وَأَنْ يَرْزُقَنَا رُؤْيَةَ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَأَنْ يَرْزُقَنَا الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى إِنَّهُ عَلَى مَا نَسْأَلُهُ قَدِيرٌ وَبِعِبَادِهِ لَطِيفٌ خَبِيرٌ وَءَاخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحْبِهِ وَعَلَى جَمِيعِ إِخْوَانِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
Donation Donation Donation
Previous Post

الحجرة النبوية الشريفة

Next Post

صفة النار

Related Posts

شرح حديث: ما معنى “ينزل الله الى السماء” في يوم عرفة؟

شرح حديث: ما معنى “ينزل الله الى السماء” في يوم عرفة؟

June 4, 2025

الإفتاء ترد على سؤال «أين الله.. وهل هو في السماء؟»

July 16, 2022

الرد على الملحدين: تكتيك النقاط الثمانية

July 5, 2022

بيان معنى المشيئة وما جاء في البرق والرعد والصواعق والسحاب

September 17, 2021

بيان سجود الخلق لله

September 17, 2021

نِعَمُ الله على عبادِهِ والتي منها الشمسُ والقمر

September 17, 2021
Next Post

صفة النار

Sunna Files Website

يتميز موقعنا بطابع إخباري، إسلامي، وثقافي، وهو مفتوح للجميع مجانًا. يشمل موقعنا المادة الدينية الشرعية بالإضافة الى تغطية لأهم الاحداث التي تهم العالم الإسلامي. يخدم موقعنا رسالة سامية، وهو بذلك يترفّع عن أي انتماء إلى أي جماعة أو جمعية أو تنظيم بشكل مباشر أو غير مباشر. إن انتماؤه الوحيد هو لأهل السنة والجماعة.

Follow Us

  • Privacy & Policy

2024 Powered By OK Design Web Design Solutions.

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
No Result
View All Result
  • Main Page
  • Islam
    • Islamic Lessons
    • Consultancy
    • Top Picks
    • Islamic Heritage
  • Sunna Files News
    • Sunna Files Blog
    • Muslims News
  • Shop
    • eBook Shop
    • My Cart
    • Checkout
  • المرصد
  • إضاءات إسلامية
    • السنة النبوية
      • السيرة النبوية
      • المولد النبوي الشريف
      • معالم المدينة
      • الموسوعة الحديثية
      • أحاديث نبوية
    • أصول العقيدة
      • تفسير القرءان
      • حكم الدين
    • الفقه الإسلامي
      • سؤال وجواب
      • الحج والعمرة
      • المعاملات والنكاح
      • الصلاة و الطهارة
      • معاصي البدن والجوارح
      • الصيام والزكاة
    • قصص الأنبياء
    • عالم الجن وأخباره
    • خطب الجمعة
    • الترقيق والزهد
      • أخبار الموت والقيامة
      • الفتن وعلامات الساعة
      • فوائد إسلامية
      • أذكار
      • الرقية الشرعية
      • قصص
    • الفرق والمِلل
      • طوائف ومذاهب
      • الشيعة
      • اهل الكتاب
      • الملحدين
      • حقائق الفرق
  • مقالات
    • التاريخ والحضارة الإسلامية
    • الـسـير والتـراجـم
    • التاريخ العثماني
    • المناسبات الإسلامية
    • ثقافة ومجتمع
      • خصائص اعضاء الحيوانات
      • أدبيات وفوائد
      • دواوين وقصائد
      • التربية والمنزل
      • الصحة
      • مأكولات وحلويات
  • المكتبة
  • Languages
    • İslam dersleri – Islamic Turkish Lessons
    • Islamiska Lektioner – Swedish Language
    • Islamilainen Tiedot – Finnish Language
    • Mësime Islame – DEUTSCH
    • Leçons islamiques – French Language
    • ісламський уроки – Russian Language
    • Lecciones Islamicas – Espanola
    • Islamitische lessen – Dutch Language

2024 Powered By OK Design Web Design Solutions.