يشتهر التمر الهندي في الوطن العربي على شكل مشروب، إذ يتم استهلاكه بكميات كبيرة في شهر رمضان بشكل خاص، فيما يتم استعماله في العديد من وصفات الطبخ، من بينها المحاشي.
وعند العودة إلى أصل النبات الذي ينتمي إلى فصيلة البقوليات، فإنه قد ظهر في البداية في إفريقيا الاستوائية، ثم القارة الآسيوية، وكذلك بعض دول أمريكا الشمالية، أبرزها المكسيك.
ويتم استهلاك التمر الهندي في هذه الدول بطرق مختلفة، من بينها إعطاء نكهة للمأكولات الآسيوية، أو على شكل حلوى، ومشروب في المكسيك.
وصول التمر الهندي من إفريقيا إلى أوروبا
تقول بعض المصادر إن اكتشاف التمر الهندي في المنطقة العربية كان على يد الفراعنة، خلال القرون الوسطى، وهم من شجع على عملية زراعته، بعد اكتشاف فوائده العلاجية الكثيرة.
إذ أصبح يستعمله المسلمون بعد ذلك من أجل علاج العديد من الأمراض، من بينها الإمساك، والتئام الجروح.
وقد انتشر التمر الهندي بعد ذلك في مناطق البحر الأبيض المتوسط، بعد أن كان متواجداً بشكل دائم لدى سكان القارة الإفريقية من العرب والمسلمين، وتنقله بينهم، مما جعله يصل إلى إفريقيا خلال فترات الفتوحات الإسلامية، وغيرها من الأحداث التاريخية الرابطة بين القارتين.
فيما أصبح بعد ذلك متواجداً بكثرة في المناطق التي تتوفر على مناخ استوائي، الذي يساعد على نمو شجرة التمر الهندي، وأبرز هذه البلدان نجد مدغشقر، والهند، هذه الأخيرة التي تنتج أكبر الكميات عبر العالم، بمعدل 250 ألف طن سنوياً.
أشكال التمر الهندي في الأسواق
يتميز التمر الهندي بطعمه الحامض والحلو في نفس الوقت، كما يمكن الحصول عليه بسهولة في الأسواق بعدة أشكال مختلفة.
إذ يمكن شراء التمر الهندي على شكل مسحوق، أو معجون، أو حبات، أو حتى بشكله الطبيعي، ويتم بيعه بأشكال مختلفة حسب الوصفات التي سوف يستعمل فيها.
وعند إدخال التمر الهندي في نظام الطعام اليومي، فهذا الأمر يساعد على الاستفادة من فوائده العديدة، وعلاج مجموعة من الأمراض، خصوصاً أنه استعمل بكثرة في الطب البديل قديماً.
يساعد على تحسين عملية الهضم
من بين أكثر الفوائد التي يشتهر بها التمر الهندي، هي مساعدته في تحسين عملية الهضم، وذلك بسبب احتوائه على نسبة مهمة من الألياف الغذائية.
كما أن التمر الهندي يعرف بطبيعته اللزجة، عن استهلاكه كمشروب، أو حتى في وصفات الطعام، الأمر الذي يساعد على تحريك البراز العالق في الجهاز الهضمي، وسهولة التخلص منه.
لذلك ينصح باستهلاك التمر الهندي من طرف الأشخاص الذين يعانون الإمساك، وكذا يساعد على حل مشاكل الإسهال المزمن، حسب ما توصلت إليه دراسة نشرت سنة 2019.
يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم
يمكن أن يكون التمر الهندي علاجاً للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وذلك لأنه يساعد على امتصاص الكربوهيدرات الموجودة في الطعام، والتي تعمل عادة على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
كما أن عملية الامتصاص هذه، من خلال إنزيم معين ينتجه الجسم بعد استهلاك التمر الهندي، تساعد على إنقاص الوزن، بسبب تقليل نسبة السكر في الدم.
غني بمضادات الأكسدة للوقاية من أمراض خطيرة
يحتوي التمر الهندي على مادة البوليفينول التي توفر خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يساعد في الحماية من عدة أمراض خطيرة.
ومن بين أبرز الأمراض التي تساعد مضادات الأكسدة على الوقاية منها هي أمراض القلب، والسرطان.
كما أنه يساعد على تعزيز المناعة، ومنع الإصابة بالعدوى، إضافة إلى شفاء الكثير من أنواع الالتهابات، من بينها تلك التي من الممكن أن تصيب العيون، إضافة إلى المساعدة في التئام الجروح.
فوائد التمر الهندي للشعر والبشرة
إضافة إلى فوائده الصحية، وبفضل النسبة المهمة التي يحتوي عليها التمر الهندي من الفيتامينات، أبرزها فيتامين ج، وفيتامين ك، والزنك، والصوديوم، فإنه يعتبر مفيداً بشكل كبير لكل من الشعر والبشرة.
إذ يمكن استعمال التمر الهندي بشكل موضعي، أو تناوله بطرقه المختلفة، من أجل الحصول على بشرة مشرقة ونضرة، وشعر صحي أكثر، وأكثر لمعاناً.
أضرار التمر الهندي
لا يسبب تناول التمر الهندي أي أضرار على الصحة، إلا أنه ينصح بعدم الإكثار منه، واستهلاكه بكميات معقولة، من أجل التمتع بفوائده بشكل صحيح.
أما فيما يخص المرأة الحامل، فلم تبين أي أبحاث بعد ما إذا كان استهلاك التمر الهندي من الممكن أن يشكل أي ضرر على صحتها، أو صحة جنينها، لذا يكون في هذه الحالة من الأفضل استهلاكه بكميات قليلة، أو عدم تناوله من أجل الحفاظ على سلامتها.
المصدر: عربي بوست
