اللَّهُمَّ يَا لَطِيفًا بِخَلْقِهِ، يَا عَلِيْمًا بِخَلْقِهِ يَا خَبِيرًا بِخَلْقِهِ الْطُفْ بِنَا وَعَافِنَا يَا اللهُ
يروِي أبو بكرٍ الكتانيُّ الشَّافعيُّ عَنْ بَعْضِ الصَّالِحَيْنَ أَنَّهُ قَالَ: “أَدْرَكَتْنِي ضَائِقَةٌ وَخَوْفٌ فَخَرَجْتُ هَائِمًا فَسَلَكتُ طَرِيقَ مَكَّةَ بِلَا زَادٍ وَلَا رَاحِلَةٍ فَمَشَيْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلْمَّا كَانَ اليَوْمُ الرَّابِعُ اشتدَّ بِيَ العَطَشُ وَالحَرُّ فَخِفْتُ عَلَى نَفْسي الهَلَاكَ وَلَمْ أَجِدْ فِي البَرِّيَّةِ شَجَرَةً أَسْتَظِلُّ بِهَا، فَجَلَسْتُ مُسْتَقْبِلًا القِبْلَةَ، فَغَلَبَتْنِي عَيْنَاي وَأَنَا جَالِسٌ، فَرَأَيْتُ شَخْصًا فِي المنَامِ فمدَّ يَدَهُ إلِيَّ وَصَافَحَنِي، وَقَالَ: أبْشِرْ فَإِنَّكَ تَسْلَمُ وَتَزُورُ بَيْتَ اللهِ الحَرَامَ، وَتَزُورُ قَبْرَ النَّبِيِّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أنتَ؟ قال: أنا الخضر، فَقُلْتُ: اُدْعُ اللهَ لِي فَقَالَ لِي: قُلْ:
يَـا لَـطِـيـفًـا بِـخَـلْـقِـهِ
يَـا عَـلِـيـمـًا بِـخَـلْـقِـه
يـَا خَـبـِيـرًا بِـخَـلْـقِـهِ
اُلْـطُـفْ بـِي يَـا لَـطِـيـفُ
يَـا عَـلِـيـمُ يَـا خَـبِـيـرُ
*ثَلَاثًا، فَقلتهَا، فَقَالَ لِي: هَذِهِ تُحْفَةٌ بِهَا غِنًى إِلَى الأَبَدِ فَإِذا لِحَقَكَ ضَائِقَةٌ أَوْ نزلَ بِكَ نَازِلَةٌ فَقُلْهَا تُكْفَى وَتُشْفَى ثُمَّ غَابَ عَنِّي، فَاسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا أَقُولُهَا فَوَاللهِ مَا قُلْتُهَا عِنْدَ كُلِّ ضَائِقَةٍ وَشِدَّةٍ إِلَّا وَرَأيتُ مِنْ لُطْفِ اللهِ بِي مَا أعجزُ عَنْ وَصْفِهِ”.
[من كتاب “المنهج الحنيف من فوائد اسمه تعالى اللطيف” للإمام أبي بكر بن صالح الكتامي الشافعي (ت 1051 هجرية) رحمه الله]