قد يقول قائل انّ من بين الشروط اللاّزمة للتقدم لشغل مهمة إمام مفتي في السعودية، ان يكون المفتي بصيرا، أي أعوراً بالتمام والكمال. فإذا كان يبصر بعينيه الاثنين، او كان يبصر بعين واحدة فقط فالإفتاء محروم عنه.
والسؤال الذي يخامرنا : لماذا يتم اختيار مفتي الوهابية في المملكة اعمى البصر؟
ليس هذه المرة الأولى التي يتواجد على رأس الإفتاء، شخص مسن واعور بصير، بل القاعدة الأساسية والملزمة في قبول تعيين المفتي من نسل مؤسس الدين الوهابي -أي محمد بن عبد الوهاب-، هي ان يكون فاقدا للبصر، وهذا يظهر بداية من عبد العزيز آل الشيخ، وقبله ابن باز، وقبله ابن حميد، وقبل ابن حميد الشيخ محمد إبراهيم، كلهم نسق واحد عميان البصيرة.
اقرأ ايضًا: هل كان محمد بن عبدالوهاب داعشيًا؟ لقراءة المقال اضغط هنا
والامر المحير الذي قد نعتبره نكتة، هو كيف قبل السعوديون من حكام ومحكومين، ان يكون مفتي المملكة اعورا فاقدا للبصيرة؟
وإذا كان من الشروط الأساسية لتولي الإمامة، أي القضاء، والافتاء، ان يكون القاضي الامام، والمفتي بصيرا حتى يرى المتخاصمين، فما بالك بمفتي ضرير، ومكفوف، لا يرى الناس، يكون مسؤولا عن الملايين منهم.
لعل من المقدّر أن يأتي كل مفتي في السعودية من نسل محمد بن عبدالوهاب أعمى البصر والبصيرة.
في المحصّلة، يصلح في مملكة “العمى” أن يقود الأعمى ضريرًا، أو يقود الضرير أعمى، ما دام هذا التحالف بين الحكام ورجال الدين قائمًا وما دامت السلطات تسمح بتدريس الدين الوهابي في المملكة التي ينبغي أن مصدّرة للعلماء الثقات وليس لمشاريع التكفير والتفجير، غير أن ما لا يُدركه طرفا التحالف المشبوه أن ثمّة شعبًا بصيرًا في المنتصف، لم يعد ينخدع، لا بالفتاوى الشيطانية التي تصدر عن سماجة شيوخٍ أقل ما يُقال فيهم إنهم باعوا دينهم بدنياهم، وارتضوا أن يكونوا أبواقًا بلحىً كثّة، ولا بعناوين الوهابية التي يسمّون أنفسهم سلفية أو حماة التوحيد, وهو الشعب الذي سيُحاسبهم، قبل أن يُحاسبهم الله، لو كانوا يعلمون.








