النَّهْيُ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الطُّرُقَاتِ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ”.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ، نَتَحَدَّثُ فِيهَا.
قَالَ: “فَأَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ”.
قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟
قَالَ: “غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ”. هذا حديثٌ صَحِيحٌ أخرجَه أحمدُ “صحيح على شرط الشّيخين”
قالَ الحافظُ وقَد اجتَمَع مِنْ هذا الحديثِ في آدابِ مَن جلَس على الطّريق اثنَا عَشَرَ أدَبًا وقد نَظَمتُ ذلكَ في أبيات:
جَمَعتُ ءادَابَ مَنْ رَامَ الجُلُوسَ على
الطَّريقِ مِن قَولِ خَيرِ الخَلْقِ إنْسَانا
أَدّ السَّلامَ وأَحْسِنْ في الكَلامِ تُقًى
وَشَمّتِ العَاطِسَ الحَمّادَ إيْمَانا
في الحَمْلِ عَاوِنْ ومَظْلُومًا أَعِنْ وأَغِثْ
لَهفَانَ رُدَّ سَلامًا وَاهْدِ حَيْرَانا
بالعُرفِ مُرْ وَانْهَ عَن نُكْرٍ وكُفَّ أَذًى
وغُضَّ طَرْفًا وأَكثِرْ ذِكْرَ مَولانا