قال تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [سورة ءال عمران]، فلا دين صحيح إلا الإسلام. وقال {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [سورة المائدة/3] فكل الأنبياء مسلمون، فمن كان متبعًا لموسى عليه السلام فهو مسلم موسوي ومن كان متبعًا لعيسى عليه السلام فهو مسلم عيسوي ومن كان متبعًا لمحمد فهو مسلم محمدي.
والإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده وأمرنا باتباعه. فلا يقال ‘أديان سماوية’ إنما يقال شرائع سماوية عن شرائع الأنبياء، فدين ءادم مرورًا بكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى الرسول محمد خاتمهم هو الإسلام.
إطلاق ” الاديان السماوية” على اليهودية والنصرانية فيه تفصيل
أولا : فمن أراد أصول هذه الأديان وشرائعها التي أنزلت على موسى وعيسى عليهما السلام، وما اشتمل عليهما التوراة والإنجيل المنزلين من الهدى والنور، فهي لا شك أديان سماوية بهذا الاعتبار والإسلام إنما جاء يكمل هذه الأديان تكميلا مهيمنا، وناسخا، والقرآن الكريم نزل مصدقا لما سبق من الكتب الإلهية.يقول عز وجل: “إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ” المائدة/ 44.
ثم قال سبحانه: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) المائدة/ 46 إلى أن قال عز وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) المائدة/ 48.
فهي كتب سماوية منزلة في أصلها من عند الله سبحانه، يصدق بعضها بعضا فيما اتفقت عليه، وتنسخ شريعة القرآن ما سبقها من الشرائع .
ثانيا : أما من يقصد بإطلاقه ” الأديان السماوية ” ما عليه اليهود والنصارى اليوم من عقائد محرفة، وكتب مبدلة، وشرائع منسوخة مشوهة، فهذا إطلاق باطل لا يصح؛ لأن التحريف الذي أصاب هاتين الديانتين قطع الصلة بين واقعهما الحالي وبين السماء، فلم تعد سماوية أبدا، بل هي ـ على تلك الحال ـ أديان أرضية، ابتدعها أحبارهم ورهبانهم ، فيها نسبة النقائص لله عز وجل، والشرك، والتثليث واتهام الأنبياء، والغفلة عن اليوم الآخر والحساب.


