“نُزيل الشرك من الأرض ونعلن التوحيد إلى الله سبحانه وتعالى ونطهّر المساجد من الشرك والبدع والضلالات”.
هذا مما قاله أحد عناصر داعش في فيديو تحدث فيه وتظهر خلفه جرافة تقوم بهدم أحد المقامات الدينية. فالتنظيم يعتبر في أيديولوجيته (اي العقيدة الوهابية) أن تدمير التراث الديني هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
ولكن ما يقوم به يتناقض مع الفهم الصحيح للإسلام. فبعد تدميره قبر النبي يونس، اعتبر العلماء أن “ما يقوم به هذا التنظيم الإرهابي من اعتداء على قدسية مقامات الأنبياء وحرمة الأضرحة ونبش قبور الأنبياء والصالحين، لا يقره أي مذهب من مذاهب المسلمين وهو عمل لا علاقة له بالإسلام ولا بأي دين من الأديان، بل وتخطى كذلك كل حدود الطبائع الإنسانية السوية”. فمن المعلوم ان العقيدة الوهابية تنص على تكفير من تبرّك بأثر الانبياء او توسّل بهم، ضاربين عرض الحائط الاحاديث النبوية الصحيحة التي تجيز و تبيح الاستغاثة والتوسّل بالانبياء، وان هذه الامور ليست شركًا وليست عبادة إله غير الله كما يزعمون، بل هي وسيلة للتقرب الى الله كما قال الله تعالى “وابتغوا اليه الوسيلة”، واتفق علماء اللغة على ان تعريف العبادة هو (اقصى غاية الخشوع والخضوع)، وهذه الافعال كالاستغاثة والتوسل ليست اقصى غاية الخضوع والخشوع وليست عبادة للحجر من دون الله، بل هي طلب حصول منفعة او اندفاع مضرّة -من الله- مع ذكر اسم النبيّ اكرامًا للنبي المذكور. فالذي يتوسّل بالنبي لا يطلب من النبي ان يخلق له شيئًا، بل يقول مثلًا “ربي اغفر لي بجاه النبي”.
بين سورية والعراق واليمن، دمّر داعش عشرات المقامات الدينية التي تحظى بالقدسية لدى فئات واسعة من المسلمين.
استهدف التنظيم مقام نبي في العراق بقذائف الهاون، ثم هجم خمسة انتحاريين عليه وعلى سوق تجاري قريب منه وأطلقوا النار على الناس قبل تفجيرهم أحزمتهم الناسفة.
و فجر في الموصل مسجد النبي شيت، وهو من أبناء رسول الله آدم، ومسجد النبي يونس التاريخي، ومرقد نبي هناك يُدعى جرجيس حسب رواية الاهالي.
وعلى صعيد متّصل، فجّر مزار الأربعين صحابياً في وسط مدينة تكريت التي كانت آنذاك خاضعة لسيطرته. ويضم المزار قبور ٤٠ صحابياً قُتلوا خلال الفتوحات الإسلامية في تكريت، في زمن خلافة عمر بن الخطاب.
ومن بين كل انتهاكات داعش للأماكن ذات القدسية في سورية، اهتم الإعلام بشكل أكبر بتفجير ضريحيْ أويس القرني وعمار بن ياسر في مدينة الرقة
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
و فجّرت الوهابية مزار النبي داود في قرية دويبق بريف حلب، ومزار الشيخ عبد القادر الجيلاني في قرية خربة زينب بريف سلمية، وأزال الأضرحة الموجودة في الجامع القديم الأثري بمدينة الرقة، ودمّر ضريح الصحابي عبد الله بن مسافع القرشي وضريح الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وفجّر مقام وضريح الشيخ الصوفي أحمد خزنوي في تل معروف، ومقام الشيخ عقيل المنبجي في منبج بريف حلب.
وفي العام نفسه، فجّروا مقام “ستي رحمة” وهو مقام منسوب لزوجة النبي أيوب عليه السلام في قرية بلشون بريف إدلب، وجامع قرية الشيخ هلال في ريف حلب الشمالي.
لا تنسوا متابعتنا على الانستقرام